حرّم الله تعالى الظلمَ على نفسه وجعله مُحرمًا بين الناس، كما ورد في الحديث القدسي: «يا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا..» (رواه مسلم). ويشير الحديثُ إلى أن الله حرّم الظلمَ على نفسه أنه أي لا يقع منه، بل تعالَي عنه، فلا يظلم أحدًا لا بزيادة سيِّئات لم يَعمَلها، ولا بِنقصِ حسناتٍ عَمِلها، كما قال عز وجل: «وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» (ق: 29)، وقال: «وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ» (آل عمران: 108)، وقال: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا» (يونس: 44). ويشدد الله تعالى في الحديث على تحريم الظلم، قائلًا: «وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا»؛ أي: إنه حرَّم الظلم على عباده، ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم، فحرام على كل عبد أن يظلم غيره. وقسم العلماء الظلم إلى نوعين: أحدهما: ظلم المرء نفسه، وأعظمه الشرك والكفر على اختلاف أنواعهما، ثم تليها المعاصي على اختلاف أجناسها، والثاني: ظلم المرء غيره، وهو المنهي عنه ها هنا؛ أي: لا يظلم بعضكم بعضًا.