كرمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة صبري سعيد اسم الشاعر إسماعيل عقاب والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة في سادس لياليها الرمضانية بوكالة بازرعة، في إطار الاحتفلات الثقافية والفنية بحلول شهر رمضان التي تقيمها الهيئة بمسرح سور القاهرة الشمالي ووكالة بازرعة ومسرح الشاعر خلال الفترة من 5 إلى 15 رمضان الجاري. بدأت أولى فعاليات الليلة فى مقهى نجيب محفوظ ببعض الأغاريد والموسيقى للفنان حسني عامر، حيث غنى "جوانا ملايكة، من طول ترحالنا" ثم بدأت أولى فقرات هذه الليلة وهي احتفالية تكريم الشاعر الراحل إسماعيل عقاب، وشارك فيها مصطفى عبد الله وعلاء أبو خلعة وأدارها حمد شعيب. وفي مداخلته أكد عبد الله أن الراحل إسماعيل عقاب كان يموت في السنوات أو الشهور السابقة على موته، حيث بدأ في اليأس والانطفاء، لكنه في سنوات ازدهاره الشعري والفني كان شعلة فنية لا تنطفيء، وعلاقاته بالوسط الأدبي والفني علاقات طيبة جدا، حتى إصابته بالأمراض الفتاكة في سنواته الأخيرة، وعن دوره الفاعل في مطروح فقد أشار لما بذله عقاب في موقعه الثقافي من نشاط واضح ومتميز، وقد نجح في دعوة كبار المثقفين إلى مطروح وخدمة الحركة الثقافية في موقعه، فضلا عن دوره في الإعلام المرئي والمسموع ومغامراته مع الأشكال الشعرية المتنوعة من القصيدة العمودية إلى أحدث الأشكال الشعرية. أما علاء أبو خلعة فقد تحدث عن مسيرة عقاب الشعرية التي تمثلت في ستة دواوين شعرية، راوحت بين الشعر العمودي والتفعيلي، ولكنه لم يغرق في الاتجاهات الحداثية المفرطة، بل كان معارضًا للاتجاهات المقودة والهادمة للتراث الشعري، حيث كان مؤمنًا بالتواصل الشعري مع التراث ومع كافة الألوان الشعرية، ثم قرأ إحدى قصائد الشاعر الراحل بعنوان "مثلما". وفي ختام حفل التكريم قام حسين صبرة رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بتقديم شهادة تكريم وميدالية الهيئة باسم الراحل إسماعيل عقاب وتسلمها عن أسرته الباحث حمد شعيب. بدأت الأمسية الشعرية السادسة التي شارك فيها الشعراء أسامة أبو النجا، رفعت المرصفي، محمد الصادق جودة، أمل عامر، بهية طلب، خلف جابر، هناء حمودة ، محمد أبو شناق، علاء شكر، وليد الأشقر وأدارها الشاعر وليد فؤاد وشارك بالغناء على العود الفنان حسني عامر، منوعًا أغنياته بين الشعر الصوفي "لإبن الفارض" والغناء الرمضاني، وشعر العامية المعاصر. وقد تحدث الإعلامي السيد حسن عن تجربة الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة قبل أن يتسلم شهادة تكريم وميدالية الهيئة للشاعر الكبير، ومما قاله عن تجربة أبو سنة أن الحضور الإنساني والفني لأبي سنة يعد كنزًا أدبيا وإنسانيا كبيرًا، فهو أحد معالم خريطة الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، وذلك بعد الحضور الطاغي لشعراء الخمسينيات، فقد استطاع بغنائه المثالي أن يصل إلى صوت متفرد خاص به، ويحاول تفجير الرومانسية الجديدة ليصل إلى آفاق أبعد من الرومانسة التقليدية، فهو يحيل الواقع إلى شعر بنفس وجداني رائع، بموسيقى ذات مذاق خاص، فالحس الموسيقي يتوارى أحيانا ويعلو إذا كان ضرورة فنية، وللتدليل على ذلك قرأ أحد نصوصه.