اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن لقاء وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابرييل، مع ممثلين عن منظمتي "بتسيلم" و"نكسر الصمت" هو تصرف نابع من "غريزة خاطئة" ورفض نتنياهو لقاء جابرييل بسبب اللقاء مع المنظمتين الحقوقيتين الإسرائيليتين. وقال نتنياهو، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "بيلد" الألمانية، إنه "لا ألتقي مع دبلوماسيين من دول أخرى الذين يزورون إسرائيل ويلتقون مع منظمات تصف جنودنا بمجرمي حرب". وأضاف أن "وزير الخارجية الألماني عمل من خلال غريزة خاطئة فقد التقى مع منظمات تصف جنودنا بأنهم مجرمو حرب في الوقت الذي نتذكر فيه بهذه الأيام ضحايا المحرقة والجنود الذين استشهدوا". ورفض وزير الخارجية الألمانية الرد على مكالمة نتنياهو يأتي في أعقاب رفض الأخير مقابلته بسبب نيته الاجتماعي بممثلي منظمتي "نكسر الصمت" و"بتسيليم". وقال نتنياهو إنه اتصل بجابرييل من أجل أن يشرح له سبب رفضه اللقاء معه، لكن الوزير الألماني رفض الرد على الاتصال، وآمل أن التقي جابرييل خلال زيارته المقبلة لإسرائيل وأن يلتقي معي وليس مع مجموعات متطرفة تتآمر ضد أمن إسرائيل في إشارة إلى المنظمتين الحقوقيتين اللتين تنشطان من أجل كشف وفضح الممارسات وجرائم الحرب الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. ورغم أن أزمة تسود العلاقات بين الحكومتين الألمانية والإسرائيلية بسبب تعنت الأخيرة ورفضها التقدم في عملية سياسية وحل الصراع وتكثيف الاستيطان، إلا أن نتنياهو ادعى أن العلاقات بين إسرائيل وألمانيا ومع المستشارة أنجيلا ميركل صلبة وقوية جدا وميركل هي صديقة حقيقية لإسرائيل. لكن تحليلات إسرائيلية وألمانية أن هذه الحادثة الدبلوماسية من شأنها أن تعود بالفائدة على ميركل التي ستخوض انتخابات في غضون الشهور المقبلة، وأن من مصلحتها أن تظهر أمام الرأي العام الألماني بأنها تنأى بنفسها عن علاقة وطيدة مع إسرائيل. وكلام نتنياهو للصحيفة الألمانية لن يساعد في تحسين صورته، خاصة أن غابرييل أوضح بمقابلات مع وسائل إعلام ألمانية، أن السياسة الألمانية تقضي بالتقاء جهات أجنبية تنتقد حكوماتها، مثل المنظمتين الإسرائيليتين، وأن هذا أمر صحي.