الصين والاتحاد الأوروبي متفقان على الحل السياسي للقضية السورية

أكد عضو مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) يانغ جيه تشي، أن الصين والاتحاد الأوروبي متفقان على أهمية الدفع قدما بالمحادثات السياسية لإيجاد حل للقضية السورية ودعم جهود الإغاثة الإنسانية في سوريا.
وقال تشي - في تصريحات صحفية أدلي بها عقب لقائه فيديريكا موجيريني، نائب رئيس المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية التي تزور بكين حاليا - إن الجانبين يعتقدان كذلك أنه ينبغي السعي لإعادة الإعمار في سوريا وحماية البنية التحتية المحلية وتعزيز الجهود المشتركة ضد الإرهاب وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وجدد تشي التعبير عن معارضة الصين الشديدة لاستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، مؤكدا أن التسوية السياسية ما زالت السبيل الصحيح الوحيد لسوريا وأن الحل لمشاكل سوريا يجب أن ينبع من السوريين أنفسهم.
من جانب آخر، عبر تشي عن قلق الصين البالغ من الوضع الحالي المعقد والمتوتر في شبه الجزيرة الكورية، مؤكدا إصرار بلاده على نزع السلاح النووي من المنطقة والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي وحل القضية الكورية من خلال الحوار والتشاور.
وأكد أن الصين ستواصل تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية النووية الكورية بكل التزام وبطريقة شاملة، كما أنها ستواصل محاولاتها لإقناع الأطراف المعنية بالعودة إلى طاولة الحوار لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
من جانبها، أكدت موجيريني استعداد الاتحاد الأوروبي للعمل على تعزيز الجهود لاستئناف الحوار.
وجاءت التصريحات من الطرفين عقب ترأسهما للجولة السابعة للحوار الاستراتيجي الصيني الأوروبي الرفيع المستوى، حيث أكد تشي أن التوافق الإستراتيجي الذي توصل إليه قيادات الصين والاتحاد الأوروبي حول بناء السلام وتعزيز النمو والإصلاح يرتبط بتعميق التعاون والمصالح المشتركة بين الجانبين، ويعد ذو أهمية كبيرة لتنمية العلاقات السياسية والاقتصادية.
وأشار إلى أن الصين تولي أهمية كبرى للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وأنها ستظل دوما تؤيد الخيار الأوروبي المستقل لمسار التنمية المتكاملة، كما أكد الحرص على حل المشاكل والخلافات بين الجانبين بشكل صحيح، وحث على تعزيز التنمية الصحية والمستقرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.
ووصفت موجيريني العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين بأنها نشطة وناضجة وديناميكية، وتعد من العوامل المهمة لتعزيز الاستقرار والتنمية في العالم، وحثت على المزيد من العمل لتعزيز التعاون الاستراتيجي الصيني الأوروبي الشامل من أجل خدمة مصالح الجانبين وتحقيق الازدهار العالمي.
وأعربت عن تأييد الاتحاد الأوربي ومشاركته النشطة في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي سيعقد في الصين الشهر القادم.
وخلال الاجتماع، أكد الجانبان حرصهما على العمل معا بجهد لضمان نجاح اجتماع قادة الصين والاتحاد الأوروبي التاسع، واتفقا على تعميق التعاون في الاستثمار والاقتصاد والتجارة والابتكار العلمي والتكنولوجي والعلوم الإنسانية وغيرها من المجالات.
كما اتفقا على تعزيز الاتصالات والتنسيق بشأن القضايا العالمية، ومواصلة تعزيز تحسين الحوكمة العالمية، وتوجيه العولمة نحو التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة، وأعربا عن حرصهما على العمل لتحقيق تقدم في تنفيذ اتفاقات قمة هانغتشو والتشجيع بشكل مشترك علي تنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وتعزيز تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وتعزيز التعاون في مجالات الأمن.