رشحت الدنمارك فيلم المخرج نيكولاج أرسل "علاقة ملكية"، للمنافسة على جائزة الأوسكار السينمائية العالمية عن أحسن فيلم ناطق بلغة أجنبية لعام 2013. والفيلم هو الوحيد الذي حصل على جائزتين في مهرجان برلين السينمائي، منها جائزة أفضل سيناريو عن أفضل حكاية سياسية، وحصل الممثل الدنماركي ميكل بول فيتزكارد على جائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم. ويجسد ميكل بول فيتزكارد شخصية الملك كريستيان السابع الغريب الأطوار المقسم بين شخصيتين، واحدة قاسية ومختلة عقليا والثانية متحررة وتحمل أفكارا متقدمة سابقة لعصره، وكان مؤمنا بأفكار التنوير، وخاض صراعات شديدة هو وطبيبه الخاص ضد طبقة الأمراء والإقطاعيين والكنيسة لفرض هذه الإصلاحات. ويركز الفيلم على قصة حقيقية حدثت في بلاط القصر الملكي الدنماركي خلال الربع الأخير من القرن ال(18)، وتدور حول العلاقة الغرامية التي نشأت بين ملكة الدنمارك الشابة والطبيب الألماني ستروينسى، الذي كان معالجًا ومستشارًا لزوجها الملك. ويعتمد الفيلم على وقائع تاريخية حقيقية لا يعلمها الكثيرون، حتى أن رئيس لجنة تحكيم مهرجان برلين، وهو ناقد أمريكي مخضرم، أعرب عن اندهاشه من هذه القصة التي لم يكن يعرف عنها شيئًا. فقبل الثورة الفرنسية بسنوات طويلة، حين كانت أفكار التنوير وحرية الفرد مجرد اجتهادات متطرفة وغير مرغوب فيها لكتاب مثل فولتير وجان جاك روسو، كانت هناك إصلاحات سياسية واجتماعية مذهلة وسابقة لزمنها بكثير في الدنمارك. ومن بين هذه الإصلاحات إلغاء الرق والتعذيب والرقابة على الصحافة وحرية التعبير، ولكن في النهاية تحالفت الرجعية مع أصحاب المصالح ورجال الدين، وساعدهم الجيش للانقلاب على هذه الثورة وإجهاضها. ولقى الطبيب ستروينسى حتفه في الانقلاب، وتم فرض الحصار على الملك، إلى أن قام المنقلبون بإلغاء كل المنجزات التي حققتها الثورة المبكرة.