حصلت كلية طب بنين الأزهر بالقاهرة على اعتماد الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد. وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن اعتماد كلية طب بنين في هيئة ضمان الجودة يعد إضافة مهمة للمسيرة العلمية بجامعة الأزهر، منوهًا بأن كلية طب البنات حصلت على الاعتماد من قبل، وهذا يعتبر مزيدًا من التقدم في مسيرة التعليم الأزهري بقسميه القديم والحديث. وكان الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، طالب المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، بأن يضع فى أولوياته تجريم ارتداء الزى الأزهرى لغير خريجى الأزهر، فضلًا عن إلغاء كل الكليات العلمية مثل الطب والعلوم، والاكتفاء فقط بالكليات الشرعية. وطالب أيضًا بعض المتصدرين للعمل الدعوي، بإلغاء الكليات العلمية في الأزهر، مدعين أنها تعطل الأزهر عن مسيرته في تجديد الخطاب الديني، وأن على الأزهر الاهتمام بالكليات الشرعية ليكون خريجوها قادرين على مواكب تغيرات العصر، والتصدى للفتوى الشاذة. وتعتبر جامعة الأزهر من أعظم وأعرق الجامعات ومن أولى المؤسسات العلمية التى لها أثر بالغ فى نشر العلوم الدينية والشرعية بالإضافة إلى العلوم الدنيوية المتخصصة، وتضم 77 كلية بفروعها فى قطاعات العلوم الثلاثة «العلوم الإسلامية والنظرية والعملية» كما ينتشر بها تقريبا جميع فروع المعرفة والتخصصات النادرة. تقدم جامعة الأزهر، الخدمات التعليمية لأكبر عدد من الطلبة على مستوى العالم العربى ككل، إضافة إلى وفود أعداد كبيرة من الطلبة المسلمين من جميع أنحاء العالم لتلقى العلم ونشر تعاليم الدين الاسلامى السمح فى شتى دول العالم. وأُنشئت كلية الطب بنين بمقتضى القانون رقم 103 الصادر فى 5 يوليو 1961م بشأن إعادة وتنظيم الأزهر والهيئات التى يشملها، ولم يكن إنشاء كلية للطب فى رحاب الأزهر بعد تطويره أمراً مستغرباً، فقد كان الأزهر الشريف- أقدم الجامعات القائمة فى العالم منذ بدء الدراسة به بالقاهرة المعزية سنة 675 هجرية- معنياً بالدراسة والبحوث الدينية والفلسفية واللغوية والأدبية بما وطد مكانته كمركز للإشعاع الفكرى وكعبة للدراسات الإسلامية والعربية للعالم الإسلامى كله، كما أن أبناء الأزهر لم يتخلفوا عن دراسة العلوم الطبيعية كالطب والرياضة والفلك والكيمياء والهندسة وغيرها من العلوم التى أسهم فى تقدمها العلماء العرب والمسلمون. وكان الهدف من إنشاء كلية الطب الأزهر بنين إلى جانب حفظ ودراسة التراث العلمى للأمة الإسلامية والعمل على تجليته ونشره، تزويد الوطن العربى والإسلامى والإنسانية جمعاء بالأطباء العلماء الذين يجمعون إلى الإيمان بالعقيدة الإسلامية والثقة بالنفس وقوة الروح والتفقه فى الشريعة ولغة القرآن كفاية علمية وعملية ومهنية كمشاركة فى مجال الخدمات الصحية والبحوث الطبية داخل مصر وخارجها. وضع حجر الأساس للكلية فى مدينة نصر بالقاهرة فى عام 1963، واستقبلت الفرقة الإعداية بكلية علوم الازهر فى أكتوبر 1964، واستقبلت الكلية طلاب الفرقة الأولى فى أكتوبر 1965. ويشار إلى أن عدد أعضاء هيئة التدريس عند بدء الدراسة فى الكلية فى أكتوبر 1965، كان لا يتجاوز أستاذين، وعشرة من الأساتذة المساعدين والمدرسين، وثلاثون من المعيدين، وكان عدد الطلاب فى العام الجامعى 1964 / 1965 عند افتتاح الكلية 213 طالباً.