قال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المظاهرات التى تشهدها روسيا تعيدنا تلقائيا إلى ما قبل توقيع اتفاقية "سايكس بيكو" حيث تخلصت بريطانيا من حليفها الروسى الذى كانت تتصارع معه بالإضافة لفرنسا على تركة الدولة العثمانية التى كانت تسيطر على المنطقة. وأضاف الزنط فى تصريحات ل"صدى البلد" أن المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى الذى كان يقيد مطامعها فى المنطقة العربية تبحث مرة أخرى عن استعادة نفوذها وتحقيق أهدافها والسيطرة على جزء من هذه المنطقة التى يعاد تقسيمها مدللا على ذلك بحضور تريزا ماى رئيسة الحكومة البريطانية قمة دول الخليج الأخيرة بالإضافة إلى الجولات المتعددة بالمنطقة التى قام بها وزير الخارجية البريطانى ايضا. وأكد أن المظاهرات التى تشهدها موسكو تقف وراءها المخابرات البريطانية التى تريد الإطاحة بالرئيس الروسى نظرا للدور الكبير والمتصاعد الذى باتت تلعبه روسيا بمنطقة الشرق الاوسط وسيطرتها الكاملة على الملف السورى. واعتقلت السلطات الروسية زعيم المعارضة الرئيسي اليكسي نافانلي خلال مسيرة احتجاجية ضد الفساد نظمها في العاصمة موسكو. وانضم آلاف الأشخاص إلى مظاهرات في جميع أنحاء البلاد للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف بسبب اتهامات بالفساد. وانتشرت قوات الشرطة بأعداد كبيرة للسيطرة على هذه الاحتجاجات في العاصمة الروسية وأظهرت لقطات تليفزيونية متظاهرين وهم يهتفون "يسقط بوتين"، "وروسيا بدون بوتين"، و"بوتين لص". كما طالبت المسيرة باستقالة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف بسبب مزاعم باستغلاله منصبه للإثراء غير المشروع. ووصل عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات نحو 900 شخص، وهو الأكبر في روسيا منذ سنوات. واعتقل نافانلي فور وصوله لموقع الاحتجاج، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية. ودعا المعارض الروسي البارز في تغريدة له على موقع تويتر المتظاهرين إلى مواصلة الاحتجاج. وقال باللغة الروسية: "أيها الرجال، إنني بخير. ليس هناك حاجة للقتال من أجل إنهاء اعتقالي. أكملوا مسيرتكم (الاحتجاجية) على تفرسكايا (شارع موسكو الرئيسي). قضيتنا اليوم هي النضال ضد الفساد."