قال بشير عبد الفتاح، الخبير بالشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة حاليًا بين تركيا من جهة وألمانياوهولندا من جهة أخرى والدول الأوروبية عامة والتى بلغت ذروتها أمس عقب منع السلطات الهولندية طائرة وزير الخارجية التركى من الهبوط على أراضيها، بالإضافة إلى ترحيلها وزيرة الأسرة التركية، لا تتعلق فقط بالتعديلات الدستورية التركية. وأوضح "عبد الفتاح" فى تصريحات ل"صدى البلد"، أن هناك عدة أسباب مرتبطة بهذه الأزمة منها "اللاجئين" الذين يتدفقون إلى أوروبا عبر الأراضى التركية وكذلك فشل مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى وشعور النظام التركى بتخلى أوروبا عنه خلال أحداث 15 يوليو 2016 والتى كانت تهدف لإسقاطه وكذلك عدم دعمه فى الحرب الدائرة بسوريا. وأكد المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن الرئيس التركى أردوغان استفاد كثيرًا من هذه الأزمة وكسب تعاطف من 10 إلى 15 مليون تركيا فى أوروبا، بالإضافة إلى كسبه تعاطف الأتراك فى الداخل وكذلك المعارضة التى أعلنت وقوفها إلى جواره وتضامنها معه. وأكد "عبد الفتاح" أن تلك الأزمة ستنحصر فى التصريحات لأن كل طرف حقق ما يسعى إليه فأردوغان أراد كسب زخم الشارع التركى وهذا ما حدث بالإضافة إلى أن الأوروبيين يريدون تعاوناً تركياً أكبر للحد من مسألة تدفق اللاجئين إلى أوروبا عبر الأراضى التركية. وكانت السلطات الهولندية رفضت أمس، هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أراضيها. يذكر أن وزير الخارجية التركي أعلن قبل أمس أيضا، إصراره على إلقاء خطاب للترويج للاستفتاء على التعديلات الدستورية المزمع عقدها في أبريل المقبل، على الرغم من إلغاء السلطات الهولندية التصريح له بذلك. وقالت وكالة الأنباء الهولندية إن هولندا رفضت السماح بهبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي أصر على زيارة مدينة روتردام الهولندية رغم حظر رسمي على إلقائه كلمة أمام تجمع تركي حاشد للدعوة لدعم الاستفتاء على تعديلات دستورية تمنح الرئيس رجب طيب أردوغان مزيدا من السلطات. وقالت الحكومة الهولندية إن مجلس الوزراء سحب حقوق هبوط طائرة وزير خارجية تركيا لدواعي الأمن والنظام العام. وقبيل إعلان الحظر، قال أوغلو إن الحكومة الهولندية، من الناحية العملية، تحتجز المواطنين الأتراك رهائن من خلال حظر اللقاءات الحاشدة معهم. والحظر الهولندي هو الأحدث ضمن سلسلة في دول أوروبية أكثرها في ألمانيا على قادة أتراك ينظمون حملة لتأييد الاستفتاء على توسيع سلطات أردوغان. كما منعت السلطات الهولندية وزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول صيان قايا من الدخول إلى أراضيها عقب وصولها من ألمانيا إلى هولندا بالسيارة وقامت بترحيلها.