أخفت الدول الأوروبية الاعضاء بحلف شمال الأطلسي توترها وتظاهرت بالشجاعة للتعامل مع البداية المضطربة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معبرة عن ثقتها في ارتباط الولاياتالمتحدة بالحلف بينما تستعد لسماع ما سيقوله وزير الدفاع الأمريكي في محادثات في بروكسل اليوم الأربعاء. وينظر إلى الاجتماع في مقر حلف الأطلسي على أنه فرصة لوزير الدفاع جيمس ماتيس لتأكيد التزام الولاياتالمتحدة بأمن أوروبا بعد حملة انتخابات بدا فيها أن ترامب يشكك في قيمة الحلف. وتلقت إدارته ضربة أخرى هذا الأسبوع بعد استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين الذي كان ينظر إليه في موسكو على أنه مدافع بارز عن تحسين العلاقات مع روسيا. لكن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج نحى جانبا المخاوف بشأن الاضطراب أو الدعم الأمريكي للحلف. وقال للصحفيين "أنا على ثقة تامة بأن رسالة هذا الاجتماع ستكون رسالة للوحدة عبر الأطلسي وأهمية أن نقف معا ونحمي بعضنا البعض والتزاما أمريكيا قويا للغاية تجاه حلف شمال الأطلسي." وأدلى وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بتعليقات مماثلة. وقال فالون عندما سئل عن استقالة فلين "لا يوجد مجال للشك في التزام أمريكا تجاه حلف شمال الأطلسي". وقال وزير الدفاع الدنمركي كلاوس هيورت فريدريكسن إن كل ما سمعه "يبعث على الهدوء والطمأنينة". لكن خلف الأبواب المغلقة من المتوقع أن يسعى الحلفاء الأوروبيون إلى الحصول على تفاصيل من ماتيس بشأن موقف ترامب تجاه منظمة حلف شمال الأطلسي التي ضمنت أمن أوروبا على مدى 70 عاما تقريبا. وأثار ترامب قلق الحلفاء بسبب تصريحاته المتضاربة بشأن حلف الأطلسي -إذ عبر عن دعمه للحلف رغم أنه وصفه بأنه "عفا عليه الزمن" - وإشادته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبسبب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 بالإضافة لدعمها لمتمردين في شرق أوكرانيا بدأ حلف الأطلسي إرسال قوات إلى حدود روسيا لردع أي تحركات أخرى من الكرملين. وقال البيت الأبيض أمس الثلاثاء إن ترامب يتوقع من روسيا أن تعيد القرم إلى أوكرانيا. وقال دبلوماسي أوروبي كبير في حلف الأطلسي إن الحلفاء لا تراودهم أي أوهام بأن ترامب ربما يفسد العمل الدبلوماسي المتأني بتغريدة واحدة على تويتر لكنهم رغم ذلك سيسعون للحصول على دعم منه بينما يحاولون إدارة التوترات مع روسيا. وقال الدبلوماسي "نحتاج لأن نلم شمل الأسرة. هناك شعور بأن الأمور توحي بالهشاشة." في رحلته الأولى إلى أوروبا منذ توليه وزارة الدفاع من المقرر أن يكرر ماتيس الدعوات الأمريكية للحلفاء الأوروبيين بأن يزيدوا من إنفاقهم على الدفاع وهي دعوة كررها أسلافه على مدى سنوات في عهد إدارات جمهورية وديمقراطية. لكن خبراء يقولون إن الرسالة لا بد أن تكون محسوبة لأنه رغم تخفيف ترامب من حدة انتقاداته للحلف منذ توليه منصبه إلا أنه واصل انتقاده لبعض الحلفاء لفشلهم في تقديم "مساهمات مالية كاملة وملائمة". ويجادل الحلفاء الأوروبيون بأنهم يزيدون بالفعل الإنفاق على الدفاع وان النفقات العسكرية زادت بواقع عشرة مليارات دولار العام الماضي. ويريد وزراء دفاع الحلف من أوروبا وكندا وتركيا أن يسمعوا من ماتيس الذي سيكون أول المتحدثين أمام وزراء الدفاع السبعة والعشرين الآخرين اليوم الأربعاء بشأن كيف يمكن للحلف أن يلبي مطالب ترامب لبذل المزيد من الجهود للتصدي للمتشددين الإسلاميين. ويقول حلف الأطلسي إنه يبذل جهدا بالفعل إذ يدرب قوات من أفغانستان إلى العراق لكنه لا يستطيع القيام بعمل الشرطة أو الموظفين الاجتماعيين الذين يبحثون عن المقاتلين الأجانب العائدين من سوريا. وقال دبلوماسي أوروبي ثان بالحلف "نحتاج لأن نكون واضحين بأن الرد على الإرهاب الدولي لا يمكن أن يكون بقيادة حلف الأطلسي. لكن يمكن أن يكون (الحلف) جزءا من ذلك الرد."