يعد وقت نزول الغيث هو وقت فضل ورحمة من الله على عباده، وتوسعة عليهم بأسباب الخير، وهو مظنة لإجابة الدعاء عنده، مصداقًا لقول الله تعالى: «وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا» سورة الفرقان الآية: 48. وجاء في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثنتانِ ما تُرَدَّان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر». رواه الحاكم في "المستدرك" (2534)، والدعاء عند النداء: أي وقت الأذان، أو بعده، وتحت المطر أي عند نزول المطر. وروي عن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» رواه البخاري (1032).وفي لفظ لأبي داود (5099) أنه كان يقول: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا» والصيب: ما سال من المطر وجرى، وأصله من: صاب، يصوب؛ إذا نزل، وقال الله تعالى: «أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ» سورة البقرة الآية: 19. ويستحب التعرض للمطر، فيصيب شيئًا من بدن الإنسان لما ثبت عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أنه قال: «أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى» رواه مسلم (898).