يشارك الدكتور ماجد عثمان مدير مركز بصيرة ورئيس مجلس إدارة المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة (النداء) في المؤتمر السنوي الرابع للمبادرة والذي ينعقد حاليًا بمحافظة الأقصر. وألقى عثمان كلمة حول الزيادة السكانية في مصر، حيث أشار إلى أن عدد سكان مصر قد تضاعف 4 مرات ما بين عامي 1950 و 2011 حيث زاد عدد السكان من 20 مليون نسمة في منتصف القرن الماضي إلى 80 مليون نسمة في 2011، ويتوقع أن يصل عدد السكان إلي 100 مليون نسمة بحلول عام 2020. كما أضاف عثمان أن عدد مواليد مصر حاليًا يساوي عدد مواليد إيطاليا وأسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والسويد مجتمعين، وهو ما يشير إلى الانخفاض الكبير في جودة الحياة والخدمات التي يتمتع بها مواليد مصر مقارنةً بمواليد هذه الدول الخمس خاصةً في ظل محدودية الموارد اللازمة لتغطية احتياجات المواليد الجدد والبالغ عددهم في مصر 2.7 مليون مولود سنويًا. وقد أوضح عثمان في عرضه أن الزيادة الكبيرة في أعداد المواليد ترجع إلى عاملين أساسيين هما نقص الوعي بخطورة الزيادة السكانية على مصر وبخطورة الإنجاب المتكرر على صحة المرأة من ناحية، وعدم توافر وسائل تنظيم الأسرة من ناحية أخرى، فحوالي 41% من السيدات المتزوجات حاليًا وفي سن الإنجاب لا يستخدمن وسيلة تنظيم الأسرة، كما أن 2.4 مليون سيدة لا يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة بالرغم من أن لدى كل منهن 3 أو 4 أطفال بالإضافة إلى 600 ألف أخريات لا يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة بالرغم من أن لدى كل منهن 5 أطفال على الأقل. وقد أشار عثمان إلى أن الزيادة السكانية قد تكون نعمة إذا كان هؤلاء السكان مؤهلين للمشاركة في الإنتاج والتنمية، لكن إذا كان السكان لا يستطيعون المشاركة بصورة فعالة في الإنتاج والتنمية نتيجة لانخفاض خصائصهم من حيث التعليم والمستوى الصحي وغيره فإن الزيادة السكانية نقمة على الدولة كما هو الحال في مصر. وقد أكد عثمان على ضرورة الالتزام بتنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية والتي تهدف إلى خفض الزيادة السكانية لتوجيه عوائد التنمية إلى تحسين خصائص السكان وتأهيلهم بدلًا من أن تبتلع هذه الزيادة السكانية عوائد التنمية كما يحدث الآن في مصر.