* "لقاء أول" بين شركات السيارات ورئيس أمريكي منذ 2011 * شركات السيارات تريد تخفيف شرط "كفاءة الوقود" لإعادة الوظائف للداخل * تويوتا تزيد من وظائفها في مصانعها الأمريكية حثَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرؤساء التنفيذيين لأكبر ثلاث شركات صناعة السيارات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الثلاثاء، لصناعة السيارات، تنفيذا لوعده بجلب المزيد من الوظائف إلى الولاياتالمتحدة، ولإبعاد صناعة السيارات الأمريكية من الاستثمار في الولاياتالمتحدة، حسبما ذكرت وكالة رويترز الإخبارية. وكان ترامب قد قرر فرض رسوما بنسبة 35% على السيارات المستوردة، والتقى اليوم مع المدير التنفيذي لكل من شركة جنرال موتورز ماري بارا، والمدير التنفيذي المساعد لشركة فورد مارك فيلدز، والمدير التنفيذي لشركة فيات كرايسلر سيرجيو مارتشيوني، وقال إنه يريد أن يرى المزيد من مصانع السيارات في الولاياتالمتحدة. ووعد الرئيس الجمهوري ترامب بأن يقلل من القيود والضرائب لتهيئة البيئة لعمل الشركات داخل الولاياتالمتحدة، وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بخلق الوظائف، كما أكد على ذلك خلال خطابه الافتتاحي يوم الجمعة الماضي. وقال "ترامب" للصحفيين: إن هناك توجهًا كبيرًا لبناء المزيد من مصانع السيارات، وغيرها من المصانع، وأن هذا الأمر يتم العمل عليه اليوم. وقام مديرو الشركات بالتطرق لموضوعات الكفاءة، والسياسة التجارية، وغيرها من الإجراءات الرقابية، بينما قال مارشيوني بعد اللقاء إن ترامب لم يحدد الإجراءات الرقابية التي سيقوم بإلغائها. ويشكل اللقاء الذي استمر لمدة ساعة علامة على تدخل غير معهود لرئيس أمريكي في أمور الشركات، إذ كرر مرارا جملة "اشتري الأمريكي ووظف الأمريكي." ومع انخفاض مبيعات السيارات الأمريكية، وزيادة المعروض، قلت حماسة صناع السيارات لبناء المزيد من المصانع خلال السنوات الأخيرة. حيث بنت كل بنت جنرال موتورز وفود مصانعا لتجميع السيارات خلال عام 2004، بينما قامت شركة قيات كرايسلر مصنعا لأنظمة سرعة السيارات. إلا أن هذه الشركات زادت من أعمالها في مصانعها الموجودة بالفعل لتلبية الطلب المتزايد على سيارات النقل وسيارات الدفع الرباعي، كما أعلنت الشركات الثلاث عن مجموعة من الوظائف والاستثمارات الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة. كما أعلنت تويوتا يوم الثلاثاء أيضا إضافة 400 وظيفة، واستثمار 600 مليون دولار في مصنعها في إنديانا، بهدف زيادة إنتاج سيارات الدفع الرباعي بنسبة 10%. وقال فيلدز مدير شركة فورد إن صانعو السيارات الأمريكية يريدون العمل مع ترامب لإعادة نهضة الصناعة الأمريكية، وأكد على أن أولويات ترامب الاقتصادية مشجعة، بما فيها قراره يوم الإثنين الخروج من اتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادي التي شجعها الرئيس السابق باراك أوباما. وقال فيلدز إن التلاعب بالعملة يشكل العائق التجاري الأكبر، وأكد على الاتفاقية فشلت في التعاطي مع هذه المشكلة، وأشار فيلدز إلى شجاعة الرئيس في النأي عن هذا الاتفاق التجاري السيئ. وقالت بارا مديرة شركة إن اللقاء فرصة كبيرة، للعمل مع الحكومة على تحسين المناخ، وتحسين معدلات الأمان وخلق المزيد من الوظائف. وقام صانعو السيارات بإضافة 78 ألف وظيفة إلى سوق العمل منذ عام 2009، وهو العام الذي الذي تقدمت فيه كل من جي إم وكرايسلر بإشهار إفلاسها، كجزء من عمليات الإنقاذ التي تقوم بها الحكومة الأمريكية، وقامت الشركات بإنفاق 40 مليار دولار على مصانعها خلال تلك الفترة. ويرى خبراء أن هذه الشركات تحتاج حلولا أكثر واقعية، وتتسم بالصلابة، يمكن من خلالها أن تتخذ هذه الشركات قرارًا بالتصنيع داخل الولاياتالمتحدة بدلا من خارجها. وقالت شركة جنرال موتورز عام 2014 إنها ستقوم باستثمار 5 مليارات دولار في المكسيك وحتى عام 2018، مما سيؤهلها لمضاعفة طاقتها الإنتاجية، وأكدت بارا إن الشركة لم تتراجع عن تلك الخطوة. وبينما تعمل الشركات الأمريكية على خلق المزيد من الوظائف، تقوم أيضًا بتقليل إنتاجها من السيارات الصغيرة، إذ قامت شركة جنرال موتورز بإنهاء نوبتين في مصنع للسيارات الصغيرة في أوهايو وميتشيجين، مقللة حجم العمالة 2000 وظيفة. ويعد لقاء اليوم الأول الذي يجمع رئيس الولاياتالمتحدة مع رؤساء الشركات الثلاث، منذ لقاء الذي جمعهم بأوباما عام 2011، تم الاتفاق فيه على مضاعفة كفاءة الوقود في السيارات الأمريكية بحلول عام 2025، وحثت هذه الشركات إدارة ترامب على إعادة النظر في هذا القرار غير العادل. ويرى محللون إن هذه الشركات ستعمل على جلب الوظائف إلى أمريكا، في مقابل التباطؤ في تطبيق معايير الوقود الجديدة. وارتفعت اليوم أسهم شركة فيات 6.3 نقطة لتصل إلى 10.93 دولار، بينما ارتفع سهم فورد بنسبة 1.6%، وجنرال موتورز بنسبة 1.3%.