كشفت وزارة الخارجية الأمريكية النقاب مؤخراً عن وثائق لمحادثات سرية دارت خلف "الستار" بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل وكل من مصر وسوريا إبان فترة حرب أكتوبر عام 1973. نشر مكتب "التأريخ" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية كتاباً عن المفاوضات "السرية" التي جرت عقب حرب 6 أكتوبر بين كل من مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى للتوصل إلى اتفاقيات لوقف إطلاق النار بين أطراف النزاع. وأشار الكتاب في مقدمته إلى أنه عقب حرب أكتوبر عام 1973 ظل الجيشان المصري والإسرائيلي يتشابكان من حين إلى آخر في سيناء، وعلى نفس المنوال على هضبة الجولان السورية بين الجيشين السوري والإسرائيلي، وكشفت الوثائق أن مساعد الرئيس الأمريكي آنذاك - ريتشارد نيكسون - لشؤون الأمن القومي ووزير الخارجية"هينري كيسينجر" رأى ألا يتم طرح تسوية كاملة على الأطراف المتنازعة في حينها، بل خطط لدفع كل من مصر وسوريا ليدخلا مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، تمهيداً لقبول الكيان الصهيوني وفكرة التفاوض معه، ومن ثم يتم التوصل فيما بعد لتسوية شامل. وأوضح الكتاب أن "كيسنجر" قاد بنفسه عملية المفاوضات تحديداً في نوفمبر عام 1973 والتي أدت إلى توقيع اتفاقيتي وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل لعامي(1974 و1975) واتفاقية مماثلة بين إسرائيل وسوريا عام 1974. وأوضحت الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني إن هذا الكتاب تم تجميع وثائقه السرية من الوثائق الرئاسية التابعة للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون والتي فُرض عليها طوق من السرية على مدى العقود الماضية، بالإضافة إلى وثائق تم العثور عليها بمكتبة الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد، فضلاً عن الاستعانة بمكتبة الكونجرس الأمريكي وعدة هيئات حكومية أخرى.