كشف كتاب "فرنسا الروسية. تحقيق حول شبكات بوتين" للصحفي والمراسل الحربي الفرنسي نيكولا هينان عن جوانب خفية من العلاقات الفرنسية الروسية، ومن المقرر أن يصدر منتصف 2017. ويؤكد هينان أن فرنسا ومخابراتها مخترقة من قبل شبكات تجسس تديرها وتمولها موسكو، لأنها من وجهة نظر قادة الكرملين "هدف مثالي" لا يزال يملك نفوذًا دبلوماسيًا كبيرًا في الوقت الذي يغرق فيه في مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية جدية. ويكشف الصحفي الفرنسي عن وقائع غير معلنة دارت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورؤساء فرنسيين، فحسب الكتاب، شهد عام 2007، خلال قمة G8 التي عقدت في موسكو، واقعة مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، حيث يعرف المتابعون للشؤون الفرنسية خصوصًا الفيديو الذي نشر على "يوتيوب" ويظهر ساركوزي وهو في حالة شبيهة بحالة السكارى أمام الصحفيين، ولكن هينان قال إن الحقيقة هي غير ذلك تمامًا واجتمع ساركوزي بالرئيس الروسي الذي عامل الرئيس الفرنسي السابق بخشونة ظاهرة جعلته فيما يبدو يظهر فاقدًا للتوازن كليًا، حيث بينما ندد ساركوزي بالحل العسكري الدموي الذي اتخذت روسيا في جمهورية الشيشان وأوقع ضحايا بالآلاف، فما كان من بوتين إلا أن قاطع محدثه قائلًا: "حسنًا، هل انتهيت؟ اسمع سأشرح لك. إن بلدك هو هكذا..."، مشيرًا بكلتا يديه حول مساحة فرنسا الصغيرة، "أما بلدي فهو هكذا.. والآن، لديك حلان: إما أن تتابع الحديث معي بهذه اللهجة وعندها سأقوم بسحقك، وإما أن تغير أسلوبك وسأجعلك بالمقابل ملكًا على أوروبا". ويروي الكتاب واقعة أخرى، دارت أحداثها خلال زيارة لبوتين كانت مقررة إلى باريس لحضور معرض فني وافتتاح كنيسة أرثوذكسية ولقاء مع الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند، إلا أن هذا الأخير تعامل باستخفاف مع الرئيس الروسي بسبب الغارات التي يرتكبها الطيران الروسي في مدينة حلب السورية الأمر الذي أدى إلى إلغاء الكرملين للزيارة مع ترك الباب مفتوحًا "حين يرغب ويكون ذلك مناسبًا للرئيس هولاند". ويعرّف هينان ظاهرة "بوتين" بأن الرئيس الروسي يتجاهل وضع بلده الضعيف اقتصاديًا والمحاصر سياسيًا ودبلوماسيًا كروسيا ويركز على حضوره الدولي، في صورة رجل تقاعد من المخابرات السوفيتية (كي جي بي)، ويتمتع بحالة صحية جيدة جدًا ويعتني بنفسه إلى أقصى حد، ويسوّق لنفسه باعتباره منقذ روسيا، باعتماد ظهور إعلامي يركز على معاني الفحولة والرجولة وهالة السلطة في مواجهة الهيمنة الأمريكية، الأمر الذي يضعه في مصاف "الثوار" دون المساس بحقيقته كرئيس رجعي.