«قتلته دفاعاً عن شقيقى.. لم أتحمل دموعه.. ونصيبه كده.. وربنا هيحكم باللى عايزه.. ومحدش بيموت ناقص عمر» بهذه الكلمات بدأ «نور م. ع.» عامل رخام 24 سنة حديثه ل "صدى البلد" حول جريمته وقتله لأحد جيرانه بمنطقة البساتين بالقاهرة، بسبب ركن سيارته أمام منزله فى نهار رمضان. يروى المتهم ملابسات الجريمة فيقول: "فوجئت بشقيقى الصغير يبكى بسبب مشاجرة مع «محمد س. ت.» أحد الجيران، بعد أن نشبت بينهما مشاجرة بسبب ركنه لسيارته أمام منزلنا مما أدى إلى اعتراض أخى على ذلك وطلب منه عدم ركن سيارته أمام المنزل لأن ذلك سيعيق حركة الدخول لمنزلنا".. تطوّر الخلاف بين شقيقى وصاحب السيارة أدى إلى الاشتباك بالأيدى والتراشق بالألفاظ أمام المارة وقام المجنى عليه بالاعتداء عليه وضربه، وليس لأخى الصغير حول له ولا قوة ليواجه رجلاً أكبر منه جسمانيًا وعضليًا، رغم تدخل العديد من الأهالى لفض المشاجرة ولكن دون جدوى وتبادل الطرفان اللكمات". * سماع صوت الشجار والسباب يقول المتهم إنه سمع أصوات الشجار التى تدور خارج الورشة التى يعمل فيها ولا يعلم من أطرافها حتى جاءه أخيه ورأى وجهه وملابسه الممزقة، وعند سؤاله عما حدث أخبره بنشوب مشاجرة مع المجنى عليه. يصمت المتهم برهة من الوقت ويعاود الحديث عن الواقعة فيقول: "فى تلك اللحظة لم أتمالك نفسى حول ما حدث لشقيقى الصغير بالاعتداء عليه أمام أهالى المنطقة بدون رحمة من المجنى عليه، وهرعت فوراً لمكان الواقعة لأجد المجنى عليه فى مكانه وتجددت المشاجرة بيننا بسبب عتابى له عما فعله لأخى، ولكننى لم أجد منه ردة فعل إيجابية تجاه ذلك، فقام بسبى بجميع الألفاظ الخادشة للحياء بأمى وأبى دون توقف، وهرع بالاعتداء علىّ ولكننى واجهته بنفس الأسلوب لجعله يتوقف عن ذلك، فى ذلك الوقت تدخل المواطنون لفض المشاجرة وإبعادنا عن بعضنا وهذا ما تم". * قتله: يقول المتهم:" فى الوقت الذى يقوم فيه المواطنون بإبعادنا عن بعضنا، قمت بإخراج مطواه من طيات ملابسى وسط زحام المواطنين سددت له عدة طعنات نافذة للتخلص منه نهائياً، نتيجة ما فعله بأخى وسبّه لى ولأمى". * الهرب: ويقول المتهم عندما رأيت الدماء تسيل من المجنى عليه، اصطحبت شقيقى وقمنا بالهرب من مكان الواقعة حتى لا تتطور الواقعة ويتدخل أفراد آخرين من أقارب المجنى عليه وتصبح كارثة أخرى، ولكن المباحث قامت بضبطنا فى مساء يوم الواقعة". وبلهجة هادئة يقول المتهم: "إن ما حدث للمجنى عليه هو نصيبه وكل واحد عمره معروف هينتهى إمتى، وأن الله سيحكم بالذي يريده، دون تدخل من أحد فى ذلك، وأنا راضٍ عن الحكم الذى سيصدر علىّ". وكانت الأجهزة الأمنية بالقاهرة قد ألقت القبض على شقيقين قتلا عاملا بسكين للخلاف على ركن سيارة بالبساتين، وأمر اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة بإحالة المتهمين إلى النيابة للتحقيق. وكان المقدم وائل غانم، رئيس مباحث قسم شرطة البساتين قد تلقى بلاغًا من الأهالي بوقوع مشاجرة ووجود متوفٍ بشارع محمد الجوهري، على الفور انتقل رجال الأمن بإشراف اللواء عبد العزيز خضر مدير المباحث الجنائية. وتبين من التحريات التي أمر بها اللواء هشام العراقى مدير مباحث العاصمة حدوثها بين عامل رخام توفي متأثر بإصابته بجرح نافذ بالصدر وبين شقيقين ، بسبب قيام الأول بإيقاف السيارة ملكة أمام مسكن الطرف الثاني فحدثت بينهم مشادة كلامية تطورات إلى مشاجرة تعدى خلالها الثالث على الأول ب"مطواة" محدثاً ما به من إصابات التى أودت بحياته. وبإعداد الأكمنة تمكن ضباط مباحث القسم من ضبطهما وبحوزة الثالث السلاح المستخدم في الحادث، واعترفا بارتكاب الجريمة.