أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن بلاده تعول على دور مصر العربي والإقليمي والدولي، مشيدا بمواقف مصر الداعمة للعراق فى المحافل الدولية. وقال الجعفري، فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، الأحد، إن لقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي كان مسئولا واتسم بعمق العلاقات بين البلدين، منوها بأن الرئيس السيسي شدد على وحدة الصف والنسيج العراقي. وأضاف أن العراق تتحدث مع مصر بكل وضوح وصراحة، ومصر تستطيع توفير الدعم بأشكاله كافة للعراق فى مكافحته للإرهاب والقضاء على تنظيم داعش، ووجودها فى المحيط الدولى يدعم القضية العراقية. ورأى الجعفري أن التقارب العربي العراقي بات واضحا خلال الفترة الماضية، وذلك بفعل المجهودات المصرية ودور القاهرة داخل الجامعة العربية، موضحا أن مصر هى الدالة على الآخرين، لافتا إلى أن أى تقدم لمصر فى المحافل الدولية هو تقدم للعراق والعالم العربي. وحول التعاون بين مصر والعراق فى مجال مكافحة الإرهاب، أكد الوزير أن العراق يحتاج إلى التعاون العسكري المصري بحكم الخبرة العسكرية المصرية الطويلة وآفاق التعاون متعددة وواضحة، وأشار إلى أن العراق يدفع الثمن غاليا فى محاربته للإرهاب وعلى استعداد لدفع المزيد من أجل حماية المواطن العراقي وأرضه ووحدته، ولفت إلى أن صفحات النصر تتوالى من أجل القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وإنهاء حصار المواطنين فى المدن المحاصرة من قبل التنظيم. وكشف عن أن السياسة العراقية الجديدة تنطلق من مفهوم الأسس والمبادئ ووحدة الشعوب، موضحا أن سياسته قائمة على تحويل العلاقات مع الدول على أساس القيم والمصالح المشتركة دون التدخل فى الشأن الداخلي لأي دولة. وأكد أن الدبلوماسية العراقية مستمرة فى البحث عن المصالح المشتركة ونقاط الاتفاق وتجنب الخلافات للحفاظ على مضمون العلاقات بين الدول، مشددا على ضرورة أن تتغير استراتيجيات العلاقات الدولية العربية وتتجنب نقاط الخلاف وترتكز على الاتفاق. وحول الأوضاع الداخلية ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي، قال الجعفري إن كلمة العراقيين تجمعت على وحدة العراق والنسيج العراقي، مشيرا إلى أن العراقيين مصرون على الحفاظ على وحدتهم وقوتهم والحفاظ على النظام ومؤسسات الدولة، مؤكدا أن القوى السياسية متفقة مع بعضها البعض رغم وجود بعض الخلافات الطبيعية الناتجة عن الديمقراطية الجديدة التى يعيشها العراق. وقال: "لا نريد عراقا بدون طوائف، لكننا نريد ونقاتل من أجل عراق بدون طائفية"، مشيرا إلى أن "فكرة التعايش بين الطوائف قائمة وموجودة فى العراق ونسعى دائما إلى زرعها فى وجدان الشعب العراقي". وحول الملف السوري والقضايا الإقليمية، أكد الجعفرى أن السياسة العراقية ودبلوماسيتها تنحاز للشعوب وتحترم إرادة الشعب فى تحديد طبيعة النظام الذي تريده، مشيرا إلى أن السياسة العراقية لا تساند طرفا على حساب طرف آخر وحينما يكون المشهد منقسما بين مؤيد ومعارض نقف موقف الحياد ولا نتدخل فى الشأن الداخلي للدول، وأوضح أنه يحترم خيارات الشعب السوري وأن يكون هو سيد قراره فى اختيار النظام الذي يريده.