سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الاقتصادية الضوء علي اعتذار صحيفة "الجارديان" البريطانية عن فبركة مراسلها بالقاهرة بسبب تقاريره الصحفية. وقالت "فاينانشيال تايمز" إن الاعتذار تضمن إعلان "جارديان" عن البدء في إجراء المزيد من التدقيق على الصحفيين الذين سيتعاملون معها بالقطعة، وأنها ستعمل أيضا على زيادة التأكد من صحة هوية المصادر المجهلة في الموضوعات الصحفية بشكل أفضل مما سبق. وأوضحت "فاينانشيال تايمز"، أن اعتذار "الجارديان" يعتبر محرجا للصحيفة التى بنت سمعتها الدولية، خلال السنوات الأخيرة، على تقديم موضوعات صحفية عالية الدقة، مشيرة إلى أن الصحيفة البريطانية فازت بجائزة "بوليتزر"، في 2014، والتى تعتبر من أرفع الجوائز الصحفية في العالم، ويلقبها البعض ب"أوسكار الصحافة"، بسبب تغطيتها للوثائق السرية التى كشفها المتعاقد السابق مع المخابرات الأمريكية، إدوار سنودن، والتى تسببت في توتر العلاقات بين أمريكا وحلفاءها في أوروبا لأنها كشفت عن تنصت واشنطن على اتصالات رؤساء أوروبيين. وأشارت الصحيفة، أن "جارديان" تواجه أزمة اقتصادية كبيرة نظرا لتعرضها لخسائر حادة، مشيرة إلى أن مارس الماضي، قامت "الجارديان" بتخفيض 250 وظيفة لديها بما يمثل 13% من العمالة لديها، في محاولة لتحقيق مكسب، نظرا الانخفاض الحاد في أرباح الإعلانات. ولفت إلى أن الجارديان ليست أولي الصحف المحترمة التى تتضرر من فبركة أحد محرريها، بل سبقتها أكثر من حالة، ففي 2003، أجبر الرئيس التنفيذي ومديري التحرير في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية للاستقالة إثر اكتشاف أن أحد المحررين كان يفبرك موضوعات عن فعاليات لم يحضرها، اسمه جاسون بلير. وفي بريطانيا، أجبر جون هاري، الصحفي السابق في صحيفة "إندبندنت" البريطانية لإرجاع جائزة "أورويل" بعد اتهامه بالسرقة في 2011، وأيضا بروس جونسون الذي طرد من صحيفة "تايمز" البريطانية، الذي اختلق تصريحا من أكاديمي يعتبر "ابوه الروحي".