* البحوث الإسلامية: * لا مانع شرعا في تقنين السفر للحج والعمرة كل خمس سنوات بشرط * يجوز لولي الأمر فرض حالات استثنائية؛ نظرًا للظروف الاقتصادية * "الأطرش": الإسلام لم يأمر بتعدد الحج والعمرة والرسول أدى حجة واحدة كشفت دراسة حديثة، عن أن المصريين ينفقون 3 مليارات دولار سنويًا على رحلات الحج والعمرة، وتنادي أصوات كثيرة بضرورة تقنين السفر لأداء العمرة والحج مرة واحدة كل 5 سنوات.. "صدى البلد" استطلع رأي العلماء للوقوف على مشروعية ذلك شرعا من عدمه. قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، إن الإسلام لم يأمر بأداء الحج والعمرة أكثر من مرة كما يفعل كثير من المواطنين، لافتا إلى أنه لا مانع شرعي أن تقوم الدولة بتقنين الحج والعمرة على أن تكون كل خمس سنوات مراعاة للظروف الاقتصادية. وأضاف الأطرش ل"صدى البلد"، أن النبي لم يحج إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع، كما أنه (صلى الله عليه وسلم) لم يعتمر إلا 4 مرات، وهي عمرة الحديبية وهي أولاهن سنة ست فصدَّه المشركون عن البيت فنحر البُدْن (أي هديه من الإبل)، حيث صُدَّ بالحديبية وحلق هو وأصحابه رؤوسهم وحلّوا من إحرامهم ورجع من عامه إلى المدينة. والثانية عمرة القضية في العام المقبل، دخل مكة فأقام بها ثلاثا ثم خرج بعد إكمال عمرته، والثالثة عمرته التي قرنها مع حجة الوداع، والرابعة عمرته من الجعرانة لما خرج إلى حنين ثم رجع إلى مكة فاعتمر من الجعرانة داخلا إليها. في السياق ذاته، أوضح الشيخ عبد العزيز النجار، مدير عام شئون المناطق بمجمع البحوث الإسلامية، أنه يجوز لولي الأمر فرض حالات استثنائية؛ نظرًا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وفكرة تقنين الحج والعمرة هي فكرة موجودة داخل المملكة العربية السعودية، ولما نمرُّ به من حالة اقتصادية سيئة، فنحن نؤيد وننادي بفكرة التقنين في الأعوام المقبلة فلا يجوز لأحدٍ أن يحج أو يعتمر إلا كل خمس سنوات على الأقل؛ حتى نترك المجال والساحة لمن يريد أن يذهب ولا يستأثر بها الأغنياء فقط دون غيرهم، كذلك بالنسبة للعمرة فهناك من يؤدي العمرة أكثر من مرة في العام، ويضيع على الكثيرين، وتقنينها أمر ضروري، وبالتأكيد هذا يعتبر فترة استثنائية، فلا بأس بهذا أبدًا نظرًا لظروف بلادنا الاقتصادية والاستثنائية لتوسعة الحرم. من جانبه، أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا مانع شرعا في تقنين السفر للحج والعمرة كل خمس سنوات بشرط أن يكون المسلم أدى حجة الفريضة. وبين الجندي أن حج الفريضة يجب على الإنسان مرة واحدة، وما زاد فهو من باب النوافل، ويجوز تقنين السفر إذا كانت هناك مصلحة عامة للعباد، وهناك قاعدة فقهية تقول: "حيثما تكون المصلحة فثم شرع الله". وقال إنه يجوز إرجاء الحج والعمرة إذا كان هذا الأمر يقتضى مصلحة المسلمين، ويستغل هذا المال فى تحقيق مصلحة عامة تسد حوائج العباد.