قال كهنة سوريون من مدينة حمص إن "الوضع يزداد بشاعة بالنسبة للمدنيين في وسط المدينة "، في إشارة الى المسيحيين الأربعمائة المحاصرين في محلتي الحميدية وبستان الديوان، إلى جانب أربعمائة آخرين من المسلمين السنّة . وفي صرخة يائسة أطلقوها من خلال وكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية اليوم الأربعاء، وعن طريق كهنة من مختلف الكنائس في حمص، التي يمكن للمدنيين الاتصال بها، قال كل من الكهنة عبد الله أماز، وميشيل نعمان، وماكسيم الجمل، إن "الأمر يتعلق بأسر سريانية كاثوليكية، ورومية كاثوليكية وأرثوذكسية، تعيش حياة خفية، وتأمل بالتمكن من الخروج من هذا الوضع الذي يزداد صعوبة وخطورة". وأشار الى أنه "في الأيام الأخيرة تمكن الصليب والهلال الأحمر، بعد مفاوضات طويلة مع الطرفين المتنازعين من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على أمل النجاح في الدخول إلى المنطقة واجلاء المدنيين من هذه الأحياء"، ولكن "لم يتم احترام وقف اطلاق النار، وبالتالي استحالة القيام بالعمليات الانسانية". وأشار الكهنة إلى أن "المدنيين لا يمكنهم الخروج من مخابئهم وهم في خوف شديد"، وهناك "مخبز واحد يعمل، والبعض فقط يتحدى القدر ويخرج مرة في اليوم للحصول على الغذاء"، موضحين أن "بعض المدنيين يعيشون في الأماكن القريبة من مواقع الميليشيا المسلحة"، التي "قررت التمركز في الأحياء المسيحية المكونة من متاهة من الشوارع الضيقة، والتي لا يمكن للآليات العسكرية الثقيلة دخولها". واضافت مصادر (فيدس) أنه "في غضون ذلك، يبدو أن الجيش السوري النظامي قد غيّر استراتيجيته منذ ثلاثة أيام تقريبا"، و"بدلا من القصف العشوائي، نجح بعض وحداته الصغيرة في التغلغل داخل (المنطقة الساخنة)، من خلال فجوة موجودة بالقرب من حي الخالدية"، وهي "منطقة تقطنها ألف عائلة أخرى من المسلمين السنّة"، لافتة إلى أن "الجنود يحاولون إبعاد الجماعات المتمردة فيما أصبح يُعدُّ حرب مدن حقيقية"، وأشارت إلى أن "مدنيا أصيب أمس في حي الخالدية أثناء تبادل اطلاق النار بين الطرفين المتنازعين"، واختتمت بالتحذير من أن "كثيرا من المدنيين الآخرين يمكنهم أن يسقطوا ضحايا لها".