أكدت مبادرة "مستقبلنا " التي أطلقتها جامعة الدول العربية ومركز الأممالمتحدة الإقليمي للإعلام، ضرورة ألا تكون مكافحة التطرف المصحوب بالعنف على حساب حقوق الإنسان والحريات وتمكين الشباب من المشاركة في صنع القرار وتوفير المنابر والملتقيات الدورية للشباب للمساعدة في دعم ثقافة الحوار. ودعت المبادرة، في ختام ملتقى حوارها مع عدد من الشباب الجامعي ومسؤولي بعض المنظمات الدولية والإقليمية بمقر الجامعة العربية، إلى إيجاد دور أكبر للمجتمع المدني والقطاع الخاص للعمل مع الشباب، كما دعت وسائل الإعلام إلى تغيير الصورة النمطية للشباب وعدم حصرهم في قضايا المراهقين والمخدرات وما سواها بل التركيز على الأنماط الإيجابية والتجارب الشبابية الناجحة. شارك في الملتقى العديد من الشباب وطلاب الجامعات المختلفة من مصر، حيث عبروا من خلال مداخلات جوهرية عن الدوافع والأسباب المؤدية إلى انتشار التطرف واستخدام العنف والتحديات التي يواجهها الشباب ورؤيتهم لسبل معالجة أوضاعهم وبعض المقترحات للتعامل مع مشاكلهم. وأعرب الشباب عن قلقهم إزاء مشاكل التعليم وأسلوبه ومناهجه، وكذلك التوظيف وفرص العمل اللائق، وتهميش الشباب ورغبتهم في قيام الدولة بالاهتمام بالشكل الكافي بحل مشاكلهم من خلال اتاحة الفرصة لهم في مجال العمل السياسي والطلابي، والحاجة إلى وضع مفاهيم محددة للحريات وفتح مجال أوسع للتعبير عن حرية الرأي، ودور الشباب في مكافحة التطرف العنيف، وضرورة تجديد العقد الاجتماعي، وقد طالب الشباب بضرورة زيادة أنشطة التوعية من خلال تكرار هذه اللقاءات في كل الجامعات. وتم بث الاجتماع على شبكة الانترنت وتغطيته بشكل مباشر على منصات التواصل الاجتماعي لمبادرة "مستقبلنا"، حيث وصلت أحداث الملتقى إلى أكثر من 830 ألف شخص وورد أكثر من مائة تعليق على فعاليات الملتقى وموضوعاته من المشاهدين والمتابعين. وفي استجابة لمطالب الشباب، اتفق القائمون على المبادرة على تنظيم سلسلة من هذه الملتقيات بوتيرة متقاربة وعلى تنظيم اللقاءات الحوارية المتعددة داخل أكبر عدد ممكن من جامعات الأقاليم ومعاهد التعليم العالي على صعيد المنطقة العربية. تجدر الإشارة إلى أن مبادرة "مستقبلنا" الموجهة إلى الشباب، والتي دُشنت مرحلتها الأولى في أكتوبر الماضي، تهدف إلى إتاحة مساحة للحوار الآمن والحر على شبكات التواصل الاجتماعي بين الشباب العربي حول رؤيتهم للمستقبل ولتبادل الآراء والأفكار معهم وفيما بينهم وإشراكهم في مناقشة أهم القضايا وأولويات وتحديات التنمية في مجتمعاتهم وفي المنطقة عموماً.