قال الجنرال جون كامبل القائد الأمريكي للقوات الدولية العاملة في أفغانستان لأعضاء بالكونجرس يوم الثلاثاء إن قرار شن الغارة الجوية التي خلفت قتلى في مستشفى بمدينة قندوز الأفغانية كان خطأ اتخذ في إطار هيكلية القيادة الأمريكية. وتعرض مستشفى أفغاني تديره منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الفرنسية يوم السبت الماضي لغارة جوية قتل فيها 22 شخصا. وحمل مسؤولو المنظمة الولاياتالمتحدة المسؤولية عن الهجوم وطالبوا بتحقيق مستقل في الحادث الذي وصفوه بأنه "جريمة حرب." وقال كامبل إن القوات الأمريكية استجابت لطلبات القوات الأفغانية ووفّرت غطاء جويا لها بينما كان الجنود الأفغان يشتبكون مع مسلحي طالبان في العاصمة الإقليمية قندوز. وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "لنكن واضحين.. قرار القصف الجوي كان أمريكيا اتخذ داخل هيكلية تسلسل القيادة الأمريكية. "ضرب مستشفى بطريق الخطأ. لم نكن أبدا لنستهدف عن عمد منشأة طبية تتمتع بالحماية." وشكلت تصريحات كامبل يوم الثلاثاء الاعتراف الأكثر وضوحا حتى الآن من جانب الحكومة الأمريكية بأن الغارة على المستشفى شنتها مقاتلات تابعة لها. وكان كامبل قال في بيان يوم الاثنين أن القوات الأمريكية استجابت لطلبات مساندة من القوات الأفغانية. وأشار يوم الثلاثاء إلى أنه اعطى توجيهات للقوات تحت إمرته بالخضوع لتدريب مكثف من أجل مراجعة ترتيب السلطات أثناء سير العمليات وقواعد الاشتباك لمنع حوادث أخرى كذلك الذي حدث في قندوز. وسلط الحادث -إلى جانب احتلال حركة طالبان لقندوز أواخر الشهر الماضي- الاهتمام من جديد على جدوى المهمة العسكرية الأمريكية المستمرة في أفغانستان منذ 14 عاما. وعبّر عدد كبير من أعضاء الكونجرس عن قلقهم العميق من خطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما للانسحاب النهائي للقوات الأمريكية من أفغانستان وإعادة النظر في الجدول الزمني لتخفيض عدد القوات الأمريكية الذي ينص حاليا على سحبها كلها باستثناء عدد قليل بنهاية عام 2016. وقال السناتور جون مكين الرئيس الجمهوري للجنة في إشارة إلى أحداث 11 سبتمبر أيلول 2001 "أدار العالم ظهره لأفغانستان من قبل وتدهورت الأوضاع حتى وصلت إلى الفوضى وهو ما أسهم في وقوع أسوأ هجوم إرهابي على وطننا الأم." وأضاف "لا يمكننا تحمل تبعات تكرار الخطأ عينه." ورفض كامبل الدخول في تفاصيل التوصيات التي قدّمها للبيت الأبيض بشأن مستويات عدد القوات العسكرية الأمريكية لكنه أشار إلى أنها تشمل خيار نشر عدد من الجنود يفوق مجرد قوة صغيرة تتمركز في مقر السفارة. وأبلغ اللجنة أن الخيارات التي قدمها "تتخطى الوجود العادي ضمن سفارة تبعا للتغيرات التي حصلت في العامين الأخيرين."