قال دبلوماسيان غربيان إن مفتشي الأممالمتحدة سيرافقون فنيين إيرانيين حين يجمعون عينات من موقع عسكري رئيسي وهو ما يقوض اعتراضات الجمهوريين الأمريكيين على الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية. والدبلوماسيان مطلعان على تفاصيل ترتيبات سرية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة للتفتيش على موقع بارشين الذي تشتبه بعض الدول أنه ربما أجريت به بعض الأبحاث المرتبطة بالأسلحة النووية. ونفت إيران هذا الزعم لكنها وافقت على أن تقوم الوكالة الدولية بعمليات تفتيش شاملة على مواقعها المشتبه بها في إطار الاتفاق التاريخي الذي أبرمته مع القوى العالمية في يوليو تموز مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها تدريجيا. وذكر تقرير بثته وكالة أسوشيتد برس في نسخته الأصلية في أغسطس آب الماضي أن الاتفاق بشأن موقع بارشين يشير إلى أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيمنعون من دخول الموقع وسيعتمدون على معلومات وعينات بيئية يقدمها فنيون إيرانيون. وبعدها نشرت وكالة أسوشيتد برس ما قالت إنه نص في مسودة أولية للاتفاق لا تزال غير مؤكدة. واستخدم أعضاء جمهوريون في الكونجرس الأمريكي ذلك التقرير كدليل على أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد رضخت لإيران في قضية التفتيش الحساسة لمراقبة طموح إيران المشتبه به في صنع قنبلة نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي تماما. ورفض يوكيا أمانو الأمين العام للوكالة الذرية التقرير واعتبره "تحريفا" رغم أنه رفض تقديم تفاصيل لبعض ما وصفه الجمهوريون بأنه "اتفاق سري جانبي" بين إيران والوكالة الذرية بشأن بارشين. وقال أمانو يوم 20 أغسطس آب إن الاتفاقات مع إيران سليمة من الناحية التقنية. ولم يكشف علنا عن الاتفاق الموقع بين إيران والوكالة الذرية. لكن الدبلوماسيين الغربيين أبلغا رويترز أنه بينما سيسمح للإيرانيين بأخذ العينات بأنفسهم فإن مفتشي الوكالة سيحضرون ذلك وسيسمح لهم بشكل كامل بالوصول لأنشطتهم. وقال أحد الدبلوماسيين "هناك تفاهم ليكون بمقدور الإيرانيين حفظ ماء الوجه ويتسنى للوكالة الذرية مواصلة أعمال التفتيش التي تقوم بها وفقا لمتطلباتها الصارمة." وقال الدبلوماسي الآخر إن عمليات التفتيش في موقع بارشين البعيد بنحو 30 كليومترا إلى الجنوب الشرقي من طهران ستقوم بها فرق مختلطة من الوكالة ومن إيران ترافقها كاميرات لتسجيل العملية. وقال الدبلوماسي "الوكالة الذرية ستحضر حين يأخذ الإيرانيون العينات (في بارشين). هذه الطريقة التي توفر وصولا محسوبا هي مقياس معروف في عمل الوكالة الذرية. لا يوجد ما يقلق." وأضاف "للأسف ثارت في وسائل الإعلام مغالطات وتقارير غير دقيقة جعلت الأمر يبدو وكأن إيران ببساطة ستقوم بالتفتيش على نفسها. ليس هكذا تدار الأشياء." ولم تقدم الوكالة ولا بعثات الأممالمتحدة في نيويورك أو فيينا ردا فوريا على تساؤلات عن إدارة عمليات التفتيش في بارشين. وقال رضا النجفي يوم الخميس مندوب إيران لدى الوكالة الذرية إن بلاده لن تسمح بتسريب تفاصيل عن ترتيباتها مع الوكالة. وإن لم تؤكد الوكالة الدولة للطاقة الذرية وفاء إيران بوعود قطعتها في الاتفاق التاريخي الموقع في 14 يوليو تموز الماضي فلن تخفف العقوبات على طهران وهو أمر تحتاجه وبشدة. وبموجب الاتفاق سترفع معظم العقوبات على إيران مقابل قيود على برنامجها النووي ستفرض لعشر سنوات على الأقل. وتشير بيانات قدمتها الوكالة الذرية لبعض الدول الأعضاء إلى أن إيران ربما أجرت في الماضي تجارب هيدروديناميكية في بارشين لتقييم تفاعل مواد معينة تحت الضغط العالي مثلما يحدث في انفجار نووي. وعدلت الرواية الواردة في القصة التي نشرتها وكالة أسوشيتد برس مرات عديدة. ويقول تقرير تم تصحيحه مكون من ثلاث فقرات موجود حاليا على موقع الوكالة على الإنترنت إنه سيسمح لإيران باستخدام خبرائها للتفتيش في بارشين دون أي ذكر لدور الوكالة الذرية. وخلال الأسابيع القليلة الماضية لجأ الجمهوريون لتقرير أسوشيتد برس في محاولتهم لحشد ما يكفي من الأصوات لعرقلة الاتفاق النووي في الكونجرس. وفي النهاية فشلت جهودهم يوم الخميس حين أجهض الأعضاء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ مشروع قرار يعارض الاتفاق في خطوة تمهد الطريق لتنفيذه.