سورة "الحشر" هي إحدى سورِ القرآن الكريم، وعدد آياتها 24 آية بالاتفاق، وهي السورة 59 في ترتيب المصحف بعد سورة المجادلة وقبل سورة الممتحنة. سماها ابن جبير باسمها المشهور، وابن عباس يسميها سورة النضير. ولعله لم يبلغه تسمية النبي إياها بسورة الحشر؛ لأن ظاهر كلامه أنه يرى تسميتها سورة النضير لقوله لابن جبير: قل سورة النضير . وتأول ابن حجر كلام ابن عباس على أنه كره تسميتها بالحشر لئلا يُظن أنّ المراد بالحشر يوم القيامة، وهذا تأول بعيد. وأحسن من هذا أنّ ابن عباس أراد أنّ لها اسمين ، وأن الأمر في قوله: قُل إنما هو للتخيير. والسبب فى تسمية السورة بهذا الاسم لأنه ذُكر فيها لفظ الحشر في الآية الثانية من السورة في قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ» ولكونه ذُكر فيها حشر بني النضير من ديارهم أي من قريتهم المسماة الزهرة قريباً من المدينة، فخرج بعضهم إلى بلاد الشام ، والبعض الآخر خرجوا إلى خيبر، ومنهم من خرج إلى الحِيرة، وسورة الحشر مدنية بالاتفاق، وكان نزولها عقب إخراج بني النضير من بلادهم سنة أربع من الهجرة، وهي 98 على حسب نزول السور عند جابر بن زيد، وقد نزلت بعد سورة البيّنة وقبل سورة النصر. وقد سميت هذه السورة بسورة «بني النضير» وهذا لأن قصة بني النضير ذُكرت فيها، وقد جاء في صحيح البخاري، عن سعيد بن جبير قال: «قلت لابن عباس سورة الحشر قال: قل سورة النضير» أي سورة بني النضير. وقال المفسرون فى سبب نزول هذه السورة: إنها نزلت هذه السورة في بني النضير؛ وذلك أن النبي لما قدم المدينة صالحه بنو النضير على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، وقبل رسول الله ذلك منهم فلما غزا رسول الله بدراً وظهر على المشركين قالت بنو النضير: والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة لا ترد له راية، فلما غزا أحداً وهزم المسلمون نقضوا العهد، وأظهروا العداوة لرسول الله والمؤمنين فحاصرهم رسول الله ثم صالحهم عن الجلاء من المدينة.