أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن توقيت صلاة الفجر صحيحٌ ويَجبُ الأخذُ به؛ لأنه ثابِتٌ بإقرارِ المُتخصِّصين، وهو ما استَقَرَّت عليه اللِّجانُ العِلمية المتخصصة في هيئة المساحة والبحوث الفلكية. وقال عاشور ل«صدى البلد»، إن من يدعى عدم صحة توقيت الفجر كاذب، منوهًا بأن جميع دول العالم تعلمت من مصر كيفية معرفة مواقيت الصلاة، مشيرًا إلى أن هيئة المساحة المصرية هي من حددت مواقيت الصلاة في بعض الدول العربية، معتمدة في ذلك على أحاديث نبوية شريفة. وأوضح مستشار المفتي، أنه لا ينبغي إثارةُ أمثالِ هذه المسائلِ إلَّا في الغُرَفِ العِلميةِ المُغلَقةِ التي يَخرجُ بَعدَها أهلُ الذِّكر فيها؛ مِن الفَلَكِيِّين وعلماءِ الجيوديسيا بقرارٍ مُوَحَّدٍ يَسِيرُ عليه الناسُ؛ لقول الله تعالى: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ» [النساء: 83]، وما لم يَحصُل ذلك فالأصلُ بَقاءُ ما كان على ما كان. وأشار إلى أن من يشكك في توقيت الفجر يشوش على الناس في العباداتِ الجماعيةِ المُشتَرَكةِ في الإسلام، منوهًا بأن أمرها مَبنِيٌّ على إقرارِ النِّظامِ العامِّ بِجَمْعِ كَلِمَةِ المسلمين ورَفْضِ التناوُلَاتِ الانفِرادِيَّةِ العَشْوَائيَّةِ للشَّعَائرِ العامَّة، وفي مِثلِ ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ وَالأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي النَّاسُ» أخرجه الترمذي وصَحَّحَه مِن حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. واستشهد بحديث السيدة عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُصَلِّي الصُّبْحَ فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ مَا يُعْرَفْنَ مِنْ الْغَلَسِ»، موضحًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يطيل صلاة الفجر، وكانت نساؤه أمهات المؤمنين يخرجن من الصلاة في الليل ولا يستطيع أحد رؤيتهن لشدة الظلام، منوهًا بأن المشككين يريدون تأخير الفجر 20 دقيقة عن موعده فيكون النهار قد بزغ وهذا يخالف الحديث السابق.