استقبلت السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومي للمرأة، السيد ارتشيل دزولياشفيلي، سفير جورجيا بالقاهرة. استهدف اللقاء التعرف على المشروعات والأنشطة التى ينفذها المجلس لدعم المرأة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ودور المجلس في مجال النهوض بالمرأة والتأكيد على حقوقها في المجتمع. وفي البداية، أكدت السفيرة ميرفت التلاوى أن المرأة في مصر تمثل قوة بشرية هائلة وثروة مجتمعية لابد من استغلالها في خدمة المجتمع وفي تحقيق الأهداف التنموية التى تضعها الدولة، مشيرة إلى أن المجلس يسعى منذ إنشائه بتوصيل رسالة إلى المسئولين في الدولة مفادها أهمية الاستثمار في المرأة، حيث إن النهوض بالمرأة هو نهوض بالمجتمع ككل. وقد أكدت السفيرة أن وضع المرأة المصرية شهد تحسنا كبيرا مقارنة بوضعها قبل ثورة 30 يونيو، خاصة في ظل حكم الإخوان الذي حاول أن ينتقص من جميع مكتسبات المرأة، مشيرة إلى أن دستور مصر 2014 أعطى للمرأة الكثير من الحقوق التى لم تحصل عليها في أي من الدساتير السابقة، ولكن المشكلة التى نواجهها حاليا هي في كيفية ترجمة الدستور إلى قوانين وتشريعات تنصف المرأة وتحافظ على حقوقها، بالإضافة إلى تعديل بعض القوانين المعمول بها حاليا، والتى لم يتم تغييرها منذ فترة طويلة بما يتوافق مع تغيرات واحتياجات العصر، مثل قانون الأسرة. وأوضحت التلاوى أنه وفقا للدستور الجديد، فإن هناك 13 ألف مقعد مخصصة للمرأة في المجالس المحلية على مستوى محافظات الجمهورية، كما نص قانون الانتخابات الجديد على حصول المرأة على ما يقرب من 70 مقعدا في البرلمان القادم، بالإضافة إلى ترشيحها على المقاعد الفردية. وحول دور المجلس في مناهضة العنف ضد المرأة، أكدت التلاوى أن المجلس أطلق الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة بالتعاون مع اثنى عشرة وزارة، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدنى، حيث تتضمن الاستراتيجية خطة كل وزارة ودورها في مكافحة جميع أشكال العنف الممارس ضد المرأة. وقالت: "إننا من خلال دراستنا لمشكلة العنف ضد المرأة في مصر، وجدنا أن سبب المشكلة يرجع بدرجة كبيرة إلى أن هناك نوعا من الخلط في الفهم بين صحيح الدين والعادات والموروثات الثقافية السلبية التى تكرس العنف ضد المرأة، مثل حرمان المرأة من الميراث، وختان الإناث، والزواج المبكر، لذلك فنحن بحاجة إلى توعية مجتمعية شاملة لتغيير هذه الأفكار وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الأفراد، من خلال تغيير المناهج الدراسية، والاستعانة بالدعاة أصحاب الفكر الإسلامى الوسطى في المساجد، والقساوسة في الكنائس". وأشارت السفيرة إلى مشروع "دعم الرائدات الريفيات" الذي ينفذه المجلس، إيمانا منه بدور الرائدة الريفية كشريحة مهمة من العناصر التطوعية التى تساهم بفاعلية فى تنمية المجتمعات المحلية، والاستعانة بجهود هذه الشريحة فى العديد من الأنشطة المرتبطة بالأهداف القومية للبلاد فى مجالات التوعية العامة للمرأة بحقوقها وواجباتها ودورها الاقتصادى والسياسى فى المجتمع، مشيرة إلى أنه لدينا 20 ألف رائدة ريفية على مستوى المحافظات. وفي ختام اللقاء، وجه سفير دولة جورجيا الدعوة إلى السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس، لحضور المؤتمر الذي تنظمه دولة جورجيا في نوفمبر المقبل حول "المساواة في النوع الاجتماعي"، للاستفادة من خبرتها في هذا المجال.