اسم الله «الرحمن» هو اسم من الأسماء الحسنى لقوله تعالى: «قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ». وهذا الاسم مشتق من الرحمة، والرحمة في اللغة هي: الرقة والتعطف والشفقة، وهو مبن على المبالغة ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها، وهو لا يثنى ولا يجمع ولا يسمى به أحد غيره سبحانه، والرحمن هو من عمت رحمته الكائنات كلها في الدنيا سواء في ذلك المؤمن والكافر. وقد ذكر ابن القيم أن وصف فعلان يدل على سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه الموصوف به؛ ألا تري أنهم يقولون غضبان للممتلئ ولذلك فبناء فعلان للسعة والشمول، ولهذا يقرن الله تعالي استواءه على العرش بهذا الاسم كثيرا كقوله سبحانه «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» طه:5، وكقوله أيضا: «ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرا» الفرقان:59، فرحمته تعالى محيطة بالخلق واسعة لهم على اختلاف أنواعهم. واسم الرحمن اختص به الله تعالى فقط لا يتسمى به غيره فقد قال الله «قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ»، فقرن سبحانه بين اسمي الله والرحمن، فكما أن لفظ الجلالة الله لا يتسمى به غيره فكذلك اسم الرحمن، ولما تسمى مسيلمة الكذاب ب"رحمن اليمامة" واشتهر بذلك لقبه رسول الله بالكذاب وجعله الله نكالا فلا يذكر اسمه إلا إذا اقترن بالكذاب فصار علما لا يعرف إلا به.