هناك عدة علامات ووسائل للتعرف على مدمن الهيروين من أهمها الأجهزة المعملية، فعن طريق فحص البول كمؤشر لتعاطي العقار، وذلك بأخذ عينة من البول وتحليلها يظهر منها أنه مدمن هيروين أو مدمن لأي نوع آخر من أنواع المخدرات، وفحص البول تحليل دقيق وثابت في اكتشاف تعاطي المخدرات خلال مدة متوسطة من أسبوع حتى أسبوعين ما بعد التعاطي ولا يكشف عن الكحول وهو أقل الاختبارات تكلفة ويسهل التدريب عليه ويمكن توفيره بسهولة. وهناك بعض الاختبارات الأخرى مثل تحليل خصلة أو شعرة من رأس المتعاطي ليوضح التحليل تعاطي المخدرات ويرجع إلى 90 يوما ولكن لا يوضح التعاطي الحديث، كما أنه لا يكشف عن الكحول والسعر مرتفع جداً ويحتاج لمعامل وأجهزة متخصصة غالية الثمن، كذلك عن طريق اللعاب سهل جمعه وصعب غشه أو إبداله ويمكن استخدامها في تحديد التعاطي الحديث (يوم أو يومين). ويجب أن نكون على درجة من الحرص في أخذ عينة البول حيث الكثير من المدمنين لديهم إدراك بالتقنيات التي تحقق نتيجة الأختبار لصالح المدمن، مثل شرب كمية كبيرة من الماء قبل الاختبار لتخفيف البول أو إضافة الملح أو الخل لعينة البول، كما يستعين بعضهم بأصدقائه غير المتعاطين للمخدرات عن طريق وضع زجاجة أو كيس فارغ داخل دورة المياه ليضع البول النظيف بداخلها وهناك أيضاً طريقة أخرى عن طريق أخذ عينة لدم المدمن وتحليلها والنتيجة الإيجابية تدل على أن هناك هيروين بالدم والعينة السالبة تدل على عدم التعاطي. وهناك طرق أخرى من خلال ملاحظة المدمن نفسه وتتم الملاحظة في حالة تعاطي الهيروين أو في حالة الإنقطاع عنه ففي حالة تعاطي الهيروين يلاحظ على المدمن وجود بلادة وثقل وضيق في التنفس وضيق حدقة العين والإمساك مع ملاحظة عدم تركيز المدمن يكون في حالة توهان. وفي بعض الأحيان ترى رأسه تتدلى "أي يسقط" بلغة المدمنين كما ترى عيناه بهم ثقل بالجفون وحول بسيط وثقل باللسان ويظهر عليه الإجهاد أو النعاس الشديد وثقل في أذرعه وأرجله بشكل يجعله غير متزن في خطواته في حالة الانقطاع عن تعاطي الهيروين نرى بعض الآثار الناتجة عن انقطاع الهيروين أي أعراض الانسحاب وتظهر بوضوح على المدمن في حالة عدم وجود هيروين في موعد الجرعة التي تعود على تعاطيها يكون المدمن في حالة من العذاب والقلق والإضطراب ويشعر بالألم في جسمه. ويصاحبه أرق، وتثاؤب، وعصبية، وغضب، وينسحب من المحيطين به، ويتصبب عرقاً، ويرفض الطعام، ويدخن بشراهة ويظهر عليه إفرازات بالعين والأنف وإتساع بحدقة العين وفي بعض الحالات قيء شديد يصاحبه إسهال وتقلصات بالمعدة وجفاف الحلق وتزداد تلك الأعراض كلما كانت جرعة الهيروين على درجة كبيرة من النقاء وغير مخلوط بمواد أخرى أقل تأثيراً (أي غير نقي). كما تظهر أعراض الانسحاب Withdrwal Symptoms بعد الانقطاع عن الهيروين ما بين 4-36 ساعة لذلك يتبع المدمن جدولاً زمنياً وفق هذه الفترة وتصبح طقوس التعاطي في حد ذاتها مصدراً للذة حيث أن كثير من المدمنين يرغبون في رسم الخطط والبحث عن المخدر في الشوارع والأذقة وهذا يجلب لهم نوع من المغامرة والمخاطرة واللذة في آنٍ واحد. وأعراض الانسحاب يتبعها تغيرات فسيولوجية وسلوكية ونفسية بشكل كبير وهي من أصعب المراحل التي يعاني منها المدمن الألم بالجسم وصراع وإضطرابات نفسية وسلوكية بين الرغبة في التعاطي والإمتناع عن المخدر إذا كان محجوزاً في مصحة أو قرر الإمتناع عن التعاطي. وتتقلص عضلات الجسم تقلصاً مؤلماً وينعدم النوم ليلاً ونهاراً مع فقدان الشهية للطعام ويصعب التنفس ويضيق الصدر فينهج المدمن وكأنه في حالة حلم مزعج وقد تكون أعراض الإنسحاب في المبتدئين في شكل توهان وهلوسة ونوبات صرع. وعلى الرغم من صعوبة تلك الأعراض على طاقة التحمل النفسي والجسدى لدى المدمن الأ أنه يصر على التمادى فى التعاطى رغم كل التحديات والمصاعب التى تواجهه والمشكلات التى تقع نتيجة إدمانه. ونجد أن أرصدة المدمن قد نفدت على جميع المستويات والأصعده فنجد التدهور قد طال الوضع الأسرى وأنهارت العلاقات والأواصل بينه وبين أسرته وأصبح مذموما لديهم، كما نجد التدهور قد طال وضعه التعليمى أو الوظيفى فنجده من رسوب إلى آخر عام وراء عام. وأذا كان موظفا أصبح مرفوضا داخل وظيفته وفى أحياناً كثيره مطالب برد ما تم سرقته أو اختلاسه من عهدة تابعة للعمل، ايضاً نجد التدهور قد طال الوضع الصحى لديه وأصبح فاقدا للكثير من وزنه وظهر عليه الإنهاك البدنى والنفسي ويظهر عليه الشحوب والتقاط الأنفاس بصعوبه غير وجع الأسنان والالتهابات والفيروسات التى ترعى فى بدنه وتتكاثر على السموم التى بداخلة. وهناك التدهور على المستوى الاقتصادى ونجد أنه أصبح مديون وفقد كل مايملك من سيارة ومنزل وموبيل، وأى مستلزمات شخصيه ذات قيمة مادية، ناهيك عن فقدان الكثير من المدمنين للأملاك التى ورثوها عن والديهم أو شقق وعقارات ومكاتب وفيلل تم فقداناه بثمن بخس فى سبيل الحصول على المخدر ، وأيضاً التدهور فى الوضع القانونى فكثير من المدمنين بسبب إدمانهم وقعوا فى أوضاع تدينهم قانونياً بسبب التعاطى والاتجار فى المخدرات أو مشكلات سرقه من أجل الحصول على المخدر أو اعتداء على الآخرين من أجل الحصول على المخدرات. كما أن هناك تدهورا على المستوى النفسي للمدمن يصبح محتاجا للشفقة على وضعه النفسي المتدهور من بؤس واكتئاب وقلق وإحباط ونظرة تشاؤمية للمستقبل واضطرابات سلوكية متعدده من سرقة وكذب وغش واختلاس ورشوة وفساد أخلاقى وتدهور فى منظومة القيم الأخلاقيه والدينية لديه، وهذا ما شجعنى على استكمال الكتابة فى موضوع الإدمان والمدمنين فى مقالات قادمة بإذن الله تعالى.