- رجال شرطة بملابس مدنية اقتحموا الفندق وحصلوا على مفاتيح غرف المتهمين للقبض عليهم -حرب امريكية على "فيفا" وملفي مونديال 2018 و2022 والانتخابات في مهب الريح - حياتو وأبوريدة يظهرون في القائمة المطلوبة الثانية للتحقيق في الفساد المالي فجرت الولاياتالمتحدة الاميركية اليوم الاربعاء قنبلة رياضية قد يتردد صداها لاجيال طويلة ويذهب ضحيتها بعض حيتان كرة القدم العالمية في العقود الماضية، لكن اسباب اطلاقها بهذا التوقيت لا تزال غامضة. استيقط العالم فجرا على اتهام 14 شخصا، وايقاف ستة من كبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ارتفع عددهم لاحقا الى سبعة، المستعدين في زيوريخ لانتخابات رئاسة المنظمة الدولية بين السويسري جوزيف بلاتر "79 عاما" الباحث عن ولاية خامسة متتالية والمدعوم أسيويا وأفريقيا، والأمير الأردني علي بن الحسين "39 عاما" الداعي إلى التغيير والمدعوم أوروبياً. رجال شرطة بملابس مدنية دهموا السادسة صباحا فندق "بور او لاك" الفخم، حصلوا على مفاتيح غرف مسؤولين قبل ان يقتحموها لالقاء القبض عليهم، بطلب من القضاء الاميركي الذي يرى ان التهم تتعلق بالتآمر والابتزاز والفساد ورشاوى بقيمة 150 مليون دولار اميركي منذ عام 1990 وبمنح حقوق نقل بطولات كأس العالم، حقوق التسويق والبث. وكشفت وزارة العدل السويسرية بطلب من نيابة منطقة شرق نيويورك أن ممثلين لوسائل إعلام رياضية أو شركات للتسويق الرياضي متورطون، أيضا في دفع أموال لموظفين كبار في منظمات لكرة القدم مقابل حقوق في وسائل الاعلام وحقوق للتسويق لمباريات تقام في الولاياتالمتحدة واميركا الجنوبية. وبحسب وزارة العدل الاميركية فان المتهمين هم: جيفري ويب "نائب رئيس فيفا، رئيس اتحاد كونكاكاف"، وادواردو لي "عضو منتخب في اللجنة التنفيذية لفيفا واللجنة التنفيذية لكونكاكاف"، وجوليو روشا "المسؤول عن شؤون التنمية في فيفا"، وكوستاس تاكاس "احد معاوني رئيس اتحاد كونكاكاف"، وجاك وورنر "نائب رئيس فيفا ورئيس اتحاد كونكاكاف سابقا"، واوجينيو فيغويريدو "نائب رئيس فيفا حاليا وعضو اللجنة التنفيذية"، ورافايل ايسكيفيل "عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد اميركا الجنوبية"، وجوزيه ماريا مارين "العضو الممثل لفيفا في اللجنة التنظيمية للالعاب الاولمبية" ونيكولاس ليوز "عضو اللجنة التنفيذية لفيفا سابقا". أما بالنسبة للمسؤولين الأربعة الكبار في شركات التسويق الرياضية فهم اليخاندرو بورزاكو، ارون دايفيدسون، هوجو جينكيس وماريانو جينكيس. ووجهت التهمة ايضا الى خوسيه مارجيليس الوسيط الذي سهل عملية الدفع غير القانونية. وأضافت أن أربعة افراد وشركتين اعترفوا بالتهم الموجهة اليهم في هذه القضية وهم: داريل وارنر "نجل الترينيدادي جاك وارنر والمسؤول السابق عن شؤون التنمية في فيفا"، والترينيدادي الاخر داريان وارنر وتشاك بليزر "الامين العام السابق لاتحاد كونكاكاف وعضو اللجنة التنفيذية لفيفا سابقا"، وخوسيه هاويا "مالك المجموعة البرازيلية للتسويق الرياضي ترافيك غروب". النائبة العامة الاميركية لوريتا لينش وفي مؤتمر صحفي حاشد في نيويورك يرافقها عدة مسؤولين امنيين وماليين رأت ان مسؤولي الاتحاد الدولي "افسدوا" اللعبة معتبرة ان الخطوة المقبلة في الملف ستكون طلب تسليمهم من اجل محاكمتهم في الولاياتالمتحدة: "لقد افسدوا كرة القدم العالمية لخدمة مصالحهم الخاصة واثراء انفسهم. اساء كل المتهمين الى النظام المالي الاميركي وانتهكوا القوانين الاميركية، ونحن عازمون على محاسبتهم". لكن وزارة العدل السويسرية اوضحت ان ستة من مسؤولي الفيفا السبعة الذين تم توقيفهم رفضوا ان يتم تسليمهم الى الولاياتالمتحدة:"بالنسبة الى هؤلاء الاشخاص الذين رفضوا ان يتم تسليمهم، فان وزارة العدل ستطلب من الولاياتالمتحدة الان تقديم طلبات التسليم الرسمية خلال فترة 40 يوما بحسب المعاهدة الثنائية بهذا الشأن". اعتبرت لينش ان مسؤولي "فيفا" حصلوا على رشاوى في عملية منح كأس العالم لجنوب افريقيا عام 2010، اعتبرها الاتحاد المحلي مجرد مزاعم، وتحدثت عن النسخة المئوية من كوبا اميركا 2016 والمقررة في الولاياتالمتحدة بحصول رشاوى فيها تقدر بنحو 110 ملايين دولار، مضيفة ان الرشاوى امتدت الى حملة انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي 2011 والى "اتفاقات حول رعاية المنتخب البرازيلي لكرة القدم من شركة ملابس اميركية كبرى". وبموازاة الحملة الاميركية، تحرك القضاء السويسري مجددا في ملفي مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022 اللذين خضعا لجولات طويلة من التحقيقات اشهرها ما عرف بتقرير غارسيا، المحقق الاميركي السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي "اف بي اي" والذي رفض الاتحاد الدولي نشره حتى الان. وفتح المدعي العام السويسري تحقيقا جنائيا بملفي استضافة 2018 و2022 في روسياقطر، بعد ان صادر وثائق الكترونية من مقر "فيفا" لكنه امتنع عن تسمية الاشخاص العشرة الذين ينوي التحقيق معهم في قضايا فساد وتبييض الاموال واساءة امانة. لكن عدة تقارير بريطانية على غرار "ذي غارديان" و"تيليغراف" اشارت الى ان الاشخاص العشرة هم الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم، الاسباني انخل ماريا فيار، وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو، البلجيكي ميشال دهوج، التركي سينيس ارزيك، التايلاندي وراوي ماكودي، القبرصي ماريوس ليفكاريتيس، العاجي جاك انوما، الجواتيمالي رافايل ساجويرو والمصري هاني ابو ريدة. اعادة فتح ملفي المونديالين دفع بوزارة الخارجية الروسية الى اصدار بيان دعت فيه الولاياتالمتحدة الاميركية الى وقف محاولاتها لفرض العدالة خارج حدودها: "ندعو واشنطن باصرار لوقف محاولاتها بفرض العدالة بعيدا عن حدودها وفقا لمعاييرها القانونية، وباتباع الاجراءات القانونية الدولية المقبولة بشكل عام". في خضم الحملة القضائية خرج وولتر دي جريجوريو، المتحدث باسم الاتحاد الدولي ليؤكد بان كونجرس وانتخابات الفيفا سيقامان في الموعد المحدد بعد غد الجمعة، معلنا ان بلاتر والامين العام الفرنسي جيروم فالكه ليسا متورطين: "فيفا يعاني، انها لحظات صعبة بالنسبة الينا، لكن لن يطرأ اي تعديل على اعمال الكونجرس"، بيد ان الاتحاد الاوروبي الذي يدعم رئيسه الفرنسي ميشال بلاتيني الامير علي بن الحسين، طالب بتأجيل الكونجرس والانتخابات حتى ستة اشهر. وشدد دي جريجوريو على واقع ان فيفا بنفسه كان خلف انطلاق هذه الحملة القضائية عندما قرر في 18 نوفمبر 2014 التقدم بشكوى امام المدعي العام السويسري بسبب "شكوك" في عمليات نقل اموال على صعيد دولي انطلاقا من سويسرا كنقطة، وذلك في اطار اختيار البلدين المضيفين لمونديالي 2018 و2022. بعد ساعات على توقيف سبعة مسؤولين، اعلنت لجنة الاخلاقيات في فيفا ايقاف 11 مسؤولا "موقتا" عن ممارسة اي نشاط كروي، فقال رئيسها هانز يواكيم ايكرت: "الاتهامات مرتبطة بشكل واضح بكرة القدم، وطبيعتها خطرة لدرجة دفعتنا الى اتخاذ اجراءات سريعة وفورية" والموقوفون ال11 هم: جيفري ويب، ادورادو لي، جوليو روشا، كوستاس تاكاس، جاك وارنر، اوجينيو فيجويريدو، رافايل ايسكيفيل، جوزيه ماريا مارين، نيكولاس ليوز، تشاك بليزر وداريل وارنر. بعد ذلك، وفي اول رد فعل اقر بلاتر ان الفيفا يعيش "وقتا صعبا": "هذا وقت صعب لكرة القدم، المشجعين والاتحاد الدولي كمنظمة. نتفهم خيبة الامل التي عبر عنها كثيرون واعرف ان احداث اليوم ستؤثر على نظرة الناس الينا". وتابع: "دعوني اكون واضحا، سلوك مماثل لا مكان له في عالم كرة القدم وسنعمل على ضمان وضع الضالعين بهذا الامر خارج اللعبة". الامير علي بن الحسين اعتبر بان الازمة لا يمكن ان تستمر بهذا الشكل في فيفا مشيرا الى ان الاتحاد الدولي في حاجة الى قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لافعال المؤسسة وعدم القاء اللوم على الاخرين: "لا يمكن لازمة الفيفا ان تستمر بهذا الشكل، انها ازمة مستمرة منذ فترة ولا تتعلق فقط باحداث اليوم". واضاف بعد ان قال ان ما حصل هو "يوم حزين لكرة القدم": "يحتاج الفيفا الى قيادة تحكم، تعتني وتحمي اتحاداتنا الوطنية. قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لافعال مؤسستها ولا تحمل المسؤولية الى الاخرين. قيادة تعيد الثقة الى مئات الالاف من انصار اللعبة حول العالم".