استؤنفت اليوم الثلاثاء، أعمال "مؤتمر القبائل الليبية" بالقاهرة بمشاركة عدد كبير من شيوخ وأعيان القبائل الليبية لمناقشة سبل الخروج من الأزمة التي تعصف ببلدهم. وحرص المشاركون في المؤتمر على توجيه الشكر لمصر قيادة وشعبا، وأكدو أن مصر من أكثر الدول دعما لليبيا وحرصا على انهاء معاناة الشعب الليبي. وقال الشيخ عيسى صالحين، من أعيان قبيلة البراعصة،في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الجلسة الأولى لشيوخ القبائل ركزت على الثوابت الوطنية وتوحيد ليبيا وبناء الجيش وعودة المهجرين والنازحين، وشدد على أن القبائل لا تسعى لدور سياسي بل هو دور نابع من المسئولية الوطنية التي تحتم على كل الأطراف السعي إلى توافق وطني لإنقاذ ليبيا. ومن جانبه اتهم الشيخ فضيل محمد، من أعيان قبيلة البراعصة، قطر وتركيا بدعم المليشيات المسلحة في ليبيا، وطالبهم بالتوقف الفوري عن التدخل في الشأن الليبي وعدم تزويد الجماعات الإرهابية بالسلاح، الأمر الذي يقوض جهود إعادة الأمن والسلام في ليبيا، وفق تعبيره. وقال: "هذه ليست اتهامات جزافية، فلدينا أدلة ومستندات رسمية تثبت تورط تلك الدول في دعم الإرهاب في ليبيا" وناشد الشيخ فضيل الدول العربية، وعلى رأسها مصر، بدعم الجيش الليبي ومساندته في حربه ضد الجماعات المتطرفة، وأردف "جيشنا قادر على تحرير ليبيا لكن ينقصه العتاد". وردًا على سؤال عن رفض البعض حضور المؤتمر بدعوى انعقاده خارج الأراضي الليبية، أكد الشيخ فضيل على صعوبة عقد مثل هذه التجمعات التي تضم مئات من الأعيان والشيوخ في ليبيا نظرا لتردي الوضع الأمني، وأضاف "حتى شرق ليبيا ليس آمنا تماما، فقد أستُهدف البرلمان في طبرق". وتعجب الشيخ محمد سعد موسى، من قبيلة البراعصة، من دعم بعض الدول العربية للإرهاب في ليبيا، وقال "في الوقت الذي من المفترض أن يدعمونا تجدهم يساندون الإرهاب" مشيرا إلى أن الشعب الليبي يعي تماما ما يحاك به من مؤامرات، "ونعلم من عدونا ومن صديقنا". ورحب الشيخ محمد بتشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن في إطار الشرعية وتحت مظلة البرلمان المنتخب المعترف به دوليا، وتابع: "هدفنا وحدة ليبيا واستقرارها". واتهم الشيخ محمد المجتمع الدولي بالتقصير بحق الشعب الليبي والكيل بمكيالين "ففي الوقت الذي يزعمون فيه محاربة الإرهاب في العراق وسوريا، يمنعون التسليح عن الجيش الليبي الذي يتعرض لهجمة شرسة من الإرهابيين". وتابع قائلا:"ليبيا لديها جيش معترف به وبرلمان معترف به، فإذا كانت الأممالمتحدة صادقة في نواياها فلترفع حظر السلاح عن الجيش". ويهدف المؤتمر، الذي بدأ أمس ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة ممثلي نحو 70 قبيلة ليبية، الوصول إلى توافق وطني ووضع حل للأزمة السياسية في البلاد.
