حذر رئيس بوروندي بيير نكورونزيزا يوم الجمعة من اتخاذ إجراءات صارمة ضد من يتظاهرون ضد قراره بالترشح لفترة رئاسية ثالثة في خطوة يقول معارضون إنها تخالف الدستور وتعرض اتفاق السلام للخطر. وتجمع مئات من المحتجين في ضاحية موساجا في جنوب العاصمة بوجومبورا يوم الجمعة وهم يرددون هتافات مناهضة للرئيس وقطعوا طريقا رئيسيا باستخدام الصخور في سادس يوم من الاحتجاجات. ولم تقع اشتباكات مع الشرطة بعكس الأيام الماضية. وقال نكورونزيزا وهو يدعو المحتجين لعدم التظاهر في الشوارع إن المظاهرات غير مشروعة وأعلن أن لجنة قضائية جديدة ستحقق في أمر "حركة التمرد". وأضاف نكورونزيزا في رسالة بمناسبة عيد العمال بثت يوم الجمعة لكن تم تسجيلها يوم الخميس "خلال شهر ستصدر اللجنة تقريرها وستفرض عقوبات صارمة على كل من تتم إدانتهم."وأثارت الاحتجاجات أكبر أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية التي أذكتها الانقسامات العرقية في عام 2005. وقالت الأممالمتحدة إنها تشعر بالقلق من تقارير بأن أجهزة مخابرات وأمن استخدمت الذخيرة الحية خلال الاحتجاجات. وأضافت أن تقريرا موثوقا يشير إلى اعتقال أكثر من 400 شخص واحتجازهم في أماكن مكتظة. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة مستشهدا بالتقرير "تعرض المحتجزون أيضا للضرب... وعانى بعض من أطلق سراحهم من مشاكل في المشي بسبب الضرب." ولم يتسن على الفور الوصول للحكومة للتعقيب. ولجأ أكثر من 600 طالب إلى السفارة الأمريكية في العاصمة بوجومبورا بعد أن أغلقت الحكومة الجامعة يوم الأربعاء متذرعة بمخاوف أمنية. وكان نكورونزيزا يدرس الفيزياء في الجامعة خلال التسعينيات. وقال الطالب دونيشن "جئنا هنا طلبا للأمان لأننا مطاردون منذ خرجنا من حرم الجامعة." وكان هناك مئات الطلبة الآخرين بجوار سور السفارة. وقال محتج في منطقة موساجا لرويترز "نريد أن نبلغ الرئيس نكورونزيزا بأننا لن نستسلم. سنواصل التظاهر حتى يتخلى عن طموحه بالترشح لولاية ثالثة." ويراقب العالم الأزمة في بوروندي عن كثب في منطقة ما زالت تعاني من آثار إبادة جماعية وقعت عام 1994 وقتل خلالها أكثر من 800 ألف شخص في رواندا المجاورة والتي تعاني أيضا من انقسامات بين الهوتو والتوتسي. وتقول الأممالمتحدة إن نحو 26 ألفا من البورونديين فروا إلى رواندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية الشهر الماضي. وقال توم مالينوفسكي مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان لرئيس بوروندي في اجتماع يوم الخميس إن البلاد يمكن أن تشهد حالة "فوران" خاصة إذا ظل الأفق السياسي مغلقا أمام المعارضة. وقال مالينوفسكي في مؤتمر صحفي يوم الخميس "قمنا بحث الحكومة على ألا تدع الأمور تصل إلى نقطة اللاعودة لأنه إذا حدث هذا فإن مكاسب العقد الأخير ستكون معرضة للخطر بالفعل." وأضاف أنه ستكون هناك "عواقب" إذا استمر العنف أو خرج عن نطاق السيطرة. وبدأت لجنة الانتخابات في بوروندي تتلقى طلبات الترشح لمنصب الرئيس لكن لم يتضح على الفور إن كانت شخصيات في المعارضة قد تقدمت بأي طلبات. وسيظل باب الترشح مفتوحا حتى التاسع من مايو أيار. ويحدد الدستور واتفاق أروشا للسلام لأي فائز في الانتخابات الرئاسية فترتي رئاسة فقط لكن أنصار نكورونزيزا يقولون إن بإمكانه الترشح مرة أخرى لأن اختياره في المرة الأولى كان عن طريق النواب وليس الانتخابات وبالتالي فهي لا تحتسب.