افتتح مجدى عامر سفير مصر لدى الصين معرض البرديات الفرعونية المصرية بمنطقة يطلق عليها "798" بالعاصمة بكين والتى تعد أحد اهم المجمعات الفنية والثقافية فى أنحاء الصين واكثرها شهرة عالمية . وأبدى عامر إعجابه الكبير بالمعروضات من لوحات فرعونية مصنوعة من ورق البردى وهو الفن الذى يرجع الى آلاف السنين والذى يعتبر احدى إنجازات الحضارة المصرية القديمة ، وقال إن مصر والصين يتمتعان بتشابه غريب كونهما اقدم الحضارات فى العالم وانه يود ان يسلط الضوء خلال هذه المناسبة على الاستعدادات التى تجرى من الان للاحتفال بالعام الثقافى المصرى الصينى الذى سيبدأ فى عام 2016 وسيواكب احتفال البلدين بذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما ، معربا عن ترحيب مصر بأى تعاون ثقافى او فنى يهدف الى تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين. وأبدى السفير المصرى انبهاره بمنطقة 798 التى تحولت من مجموعة من الورش العسكرية الى مدينة للفنون قائلا إن مصر تستطيع ان تتعلم الكثير من تلك التجربة الفريدة . وشارك السفير فى افتتاح المعرض - الذى يستمر عشرة أيام - المستشار الثقافى للسفارة المصرية ببكين الدكتور حسين ابراهيم ، والمستشارة الإعلامية للسفارة الدكتورة هدى جاد الله ، وجيمس سونج ، نائب الأمين العام للجمعية الصينية لدراسات منظمة التجارة العالمية التابعة لوزارة التجارة الصينية ، والمسئولة عن ادارة المنطقة ، بالاضافة الى جان هوينغ سوك ،المدير العام لجمعية طريق الحرير المدنية الصينية. وحضر المعرض عشرات من الزائرين من الصينيين المهتمين بالفنون ومن الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات والمعاهد الصينية. وعلى هامش المعرض وصف مسئول وزارة التجارة الصينية - فى تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط ببكين - مصر بانها منبع من منابع الحضارة فى العالم ، منوها بقيمتها كشريك إستراتيجى للصين وكونها صديق وثيق للصين منذ إقامة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1949.. وقال إن حضارة مصر العريقة يعبر عنها البرديات التى تزين جدران المعرض ودعا الى توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين مستشهدا بكلمات الرئيس الصينى شى جين بينغ التى قال فيها إن الانشطة والمحافل المدنية هى السبيل لمعرفة ثقافات الشعوب ووصفه للفن بمرآة الثقافة ودعوته لزيادة التبادل الثقافى والفنى بين دول العالم لان هذه هى الطريقة الأفضل للتقارب بين الشعوب. أما رئيس جمعية طريق الحرير فتحدث عن خططه للتعاون مع الجانب المصرى.. وقال إن هناك وفدا من الجمعية سيسافر الى مصر فى 11 مايو القادم لإقامة معرض بعنوان "مصر... طريق الحرير" وان هذا الحدث سيشارك فيه مجموعة كبيرة من الرسامين والحرفيين الصينيين ، كما أشار الى انه ستكون هناك أيضا أنشطة أخرى للجمعية فى الفترة القادمة وطوال العام القادم بمناسبة الذكرى ال60 لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين مصر والصين حيث سترسل الجمعية وفدا من 40 شخصا منهم 10 من المصورين المحترفين الذين سيجوبون أنحاء مصر لتصوير معالمها السياحية ، حيث سيقام معرض لاعمالهم تحت عنوان "مصر بعيون صينية" وسيكون من اهم الفعاليات التى ستواكب العام الثقافى الصينى المصرى الذى سيبدأ مع بداية 2016. وقالت المسئولة عن منطقة 798 الفنية - والتى تفتح أبوابها للفنانين لعرض منتجاتهم ، وايضا لتسويقها ولمحبى الفنون للتمتع بالأعمال والتصميمات الفنية على مختلف أشكالها وأنواعها ولقضاء وقتهم بالتمتع بالمنطقة المزدانة بالأشجار والورود ، والمليئة بالأماكن الترفيهية والمطاعم والمقاهى - إن مجمع الفنون هذا يعد الأكبر والاهم من سبعة معارض فنية موجودة بالصين ، وأن هناك 500 مؤسسة تشارك فى المعرض المفتوح للجماهير على مدار العام ، وان اشهر المعارض التى يستضيفها هو المعرض الخاص بفترة أعياد الطفولة فى الاول من شهر يونيو كل عام. وتحدثت عن تاريخ المكان قائلة انه يعتبر من الأماكن الأثرية بالصين وان العمل على تطويره استمر من 2005 حتى 2008 وان الهدف من المكان هو أن يكون مركزا لعرض الثقافات المختلفة سواء الصينية او العالمية. وأشارت الى أن الحكومة الصينية تمتلك المكان ولكنها تديره بالاشتراك مع القطاع الخاص بطريقة ناجحة ومتميزة. كانت "798"فى الماضى منطقة للورش العسكرية التى قام جيش التحرير الشعبى الصينى بإهدائها للدولة والتى من جانبها رأت أن تحتفظ بتلك الثروة التاريخية فقررت الحفاظ على مبانى الورش كما هى مع تحويلها الى صرح رائع وضخم للثقافة والفنون.