رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما على مسار تصادمي في الأشهر المقبلة بشأن سلسلة من القرارات الشائكة حول إيران وعملية السلام في الشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته على نسختها الإلكترونية ، اليوم الخميس ، أن البيت الأبيض قلب عقودا من سياسة الولاياتالمتحدة رأسا على عقب أمس الأربعاء عندما ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية عدم استخدام حق "الفيتو" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية إسرائيل من قرارات غير مرغوب بها، مثل إنشاء دولة فلسطينية. وجاء التحول الكبير في السياسة ردا على تصريحات نتنياهو إلى ناخبي اليمين الإسرائيلي في الساعات الأخيرة من الحملة ، التي اتصفت بالتغير المفاجئ في تأييده لقيام دولة فلسطينية مستقلة. وأشارت إلى أن أوباما ونتنياهو ، والتي باتت علاقتهما البالية توضح شكل العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، اصطدما مرة أخرى حول الجهد المبذول منذ فترة طويلة للتوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولا يرى البيت الأبيض الآن أي فرصة لاستئناف محادثات السلام بينما يظل الزعيمان في منصبيهما. ونوهت الصحيفة إلى أن تلك الخطوة غير المتوقعة من جانب إدارة أوباما جاءت في وقت قال فيه مساعدون للرئيس الأمريكي ، إن أوباما يعيد النظر في استراتيجية الولاياتالمتحدة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط ، مؤكدين أنها كانت رد فعل على قرارات نتنياهو خلال الحملة الانتخابية حول معارضة قيام دولة فلسطينية ، وإقرار النشاط الاستيطاني في القدسالشرقية ذات الأغلبية العربية بالإضافة إلى التحذير من أن إقبالا كبيرا من الناخبين من عرب إسرائيل يهدد قبضته على السلطة. ورأت أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن العرب الإسرائيليين مقلقة بشكل خاص إلى البيت الأبيض. وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش ارنست :"تعرب الولاياتالمتحدة وهذه الإدارة عن قلقها البالغ إزاء خطاب الانقسام الذي يسعى إلى تهميش المواطنين العرب وإسرائيل"، مضيفا :" أنه يقوض القيم والمثل الديمقراطية الهامة في ديمقراطيتنا والتي تعد جزءا هاما مما يربط الولاياتالمتحدة وإسرائيل معا". ومن جانبه ، قال البيت الأبيض ، إن أوباما سيتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأيام القادمة لتهنئته بإعادة انتخابه، في الوقت الذي تلتزم فيه واشنطن بحل الدولتين لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط. وأكد ارنست مجددا التزام أوباما بحل الدولتين ، مشيرا إلى أنه بناء على تصريحات نتنياهو "ستقيم الولاياتالمتحدة نهجها إزاء هذا الوضع للمضي قدما".