لو لو يجيءُ الصباحُ -كسيرُ الجناحِ- أشدَّ وضوحًا من الليلِ لانتفضَتْ في ضلوعِ الحياةِ الحياةُ.. ولو يستطيعُ الكلامُ الوفاءَ بكلِّ المعاني لقدَّستُ -بالرغمِ من هوسي بالغموضِ- ظلالَ القصيدةِ أو روحَ شاعرِها واقتنصتُ من المفرداتِ ملامحَ وجهي الجديدةَ من قبلِ أن تتشكلَ في صورةٍ غيرِ صورتِهَا ثم تقتلني -حينَ أغفلُ عن سرِّها- المفرداتُ.. ولو ينفعُ الصبرُ لانتظرَ القلبُ يومينِ من دونِ حبٍّ لينجو من الغرقِ المتقطعِ في بحرِ لهفتهِ فيموتُ بلا صرخةٍ توقظُ الدمعَ في العينِ لا أحدٌ سوفَ يذكرُ ماضيه لا شاهدٌ ليدلَّ عليهِ وليستْ تضيءُ له الدربَ نحو الغيابِ صلاةُ.. ولو يستطيعُ الذينَ يخافونَ مثلي من الغدِ، لو يستطيعونَ مثلي القضاءَ على الذكرياتِ ب"لو" ما سمعنا بكاءَ النبيِّ على قومِهِ الضائعينَ وما كان لي أن أجازفَ بالوهمِ كي أستطيعَ كتابةَ هذي القصيدةِ في مدحِ "لو" آملاً أن أجددَ ذكرى ملائكةٍ خرجوا عن شريعةِ خالقِهِمْ طمعًا في الحياة، فماتوا!