أثارت مساعي ثلاث شركات طيران أمريكية للحد من منافسة نظيراتها الخليجية لها رد فعل حادا من ناقلات أمريكية أخرى ذات ثقل ومن بينها بوينج وفيديكس بما قد يعقد حملة شركات الطيران الرامية للحصول على دعم حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وطلبت دلتا ايرلاينز ويونايتد والخطوط الجوية الأمريكية (أمريكان ايرلاينز) من البيت الأبيض النظر في القوائم المالية لمنافسين من قطروالإمارات العربية المتحدة تتهمهم بتلقي دعم حكومي يزيد على 40 مليار دولار منذ عام 2004. غير أن الدعوات التي تحث الولاياتالمتحدة على تعديل اتفاقيات السماوات المفتوحة مع دول الخليج أثارت غضب شركات أمريكية أخرى تستفيد من تلك الاتفاقيات. وتزيل هذه الاتفاقيات العقبات التي يمكن أن تعرقل بعض عمليات فيديكس وتبطئ توسع ناقلات مثل طيران الإمارات التي أغرقت بوينج بطلبيات لشراء طائرات. وقد يسهل رد فعل بوينج وفيديكس وغيرهما الأمر على البيت الأبيض لمقاومة إعادة التفاوض على هذه الاتفاقيات. وتعارض بوينج إجراء أي تعديلات كبيرة في اتفاقيات قطروالإمارات العربية المتحدة إذ أنها ملأت دفتر طلبياتها بتعهدات من شركات طيران خليجية مثل منافستها الأوروبية ايرباص. وقال جيم برولكس المتحدث باسم بوينج في بيان "تدعم بوينج قطاع الطيران التجاري القائم على المنافسة الحرة والنزيهة ولطالما كانت اتفاقيات السماوات المفتوحة عاملا رئيسيا في ذلك وعادت بالنفع على شركات طيران أمريكية وعالمية." وقال ديفيد برونسزيك الرئيس التنفيذي لوحدة اكسبريس للشحن الجوي السريع التابعة لشركة فيديكس في رسالة بتاريخ 18 فبراير شباط بعثها إلى وزراء الخارجية والنقل والتجارة الأمريكيين "يجب ألا تذعن الولاياتالمتحدة لمصالح قلة من شركات الطيران مستعدة لتقديم مصالحها الحمائية الضيقة على المنافع الاقتصادية التي توفرها اتفاقيات السماوات المفتوحة." وقالت دلتا ويونايتد كونتيننتال هولدنجز والخطوط الجوية الأمريكية في التقرير الذي اطلعت عليه رويترز لكنه لم يعلن حتى الآن إنهم يدعمون اتفاقيات السماوات المفتوحة لكن لا يؤيدون انتهاكها من خلال الدعم الحكومي. وتنفي شركات طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية والاتحاد للطيران اتهامات الناقلات الأمريكية لها بتلقي دعم حكومي غير عادل. ولمح رئيس طيران الإمارات تيم كلارك في مقابلة مع رويترز يوم الأربعاء باحتمال اتخاذ إجراء قانوني بسبب الضرر التجاري الذي قد ينجم عن حملة شركات الطيران الأمريكية. وأخذ الخلاف بين دلتا وشركات الطيران الخليجية منحى مريرا بما في ذلك تصريحات أدلى بها الرئيس التنفيذي لشركة دلتا وفسرت على أنها تربط بين الناقلات الخليجية وهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال كلارك أيضا إن خدمة المنافسين الأمريكيين "رديئة" وإن من الأفضل لهم التركيز على تحسين منتجاتهم. واتفقت جماعات أمريكية لحماية المستهلك مثل بيزنس ترافيل كواليشن على أن دلتا ونظراءها لا يلومون إلا أنفسهم بشأن خسارة حصصهم في السوق وهو ما تعترض عليه دلتا.