أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن خطة مفصلة لمحاربة معاداة السامية والعنصرية في فرنسا أعدها رئيس الوزراء مانويل فالس بالتشاور مع الأحزاب السياسية وسيتم الكشف عنها في الأيام القادمة. جاء ذلك في كلمة الرئيس الفرنسي خلال العشاء السنوي الذي نظمه مساء أمس الاثنين المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا بحضور نحو 700 مدعو بينهم وزراء وشخصيات سياسية ودينية. وأكد أولاند أنه سيشدد العقوبات على الأشخاص الذين يتلفظون بألفاظ معادية للسامية أو عنصرية ، وفقا لقانون الجنايات وليس قانون الصحافة كما كان الحال ، وقال إن العدالة ستتعامل بصرامة أيضا مع كل من ينكر حصول المحرقة اليهودية على يد النازيين، مؤكدا على ضرورة مواجهة الأجواء الحالية التي تشهد حقدا وكراهية غير مسبوقة بعد اعتداءات "شارلي إبدو" ومتجر الأطعمة اليهودية الشهر الماضي ، وأيضا اعتدءات كوبنهاجن خلال الشهر الجاري. وتطرق الرئيس أولاند الى مشروع قانون حول جمع المعلومات والبيانات سيعرض في الثامن عشر من الشهر المقبل للنقاش في مجلس الوزراء، مشيرا في هذا الصدد الى أنه لا يؤثر على الحريات العامة والفردية ، مؤكدا أنه سيتم تغليظ العقوبات بحق الأشخاص المتورطين في "الجهاد" ، مشددا على اهمية مراقبة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف. وشدد على أهمية التعاون مع الأوروبيين من خلال برنامج تبادل بيانات السفر في المنطقة الأوروبية وخارجها ، مستبعدا فكرة تعليق العمل "بشنجن" ، معتبرا أنه يتعين تعديل شنجن ، ولكن دون إغلاق الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي. ومن ناحية أخرى ، أكد أولاند أن الدبلوماسية الفرنسية ترغب في أن يتبنى مجلس الأمن الدولي مشروع قانون يعطي اطارا لاستئناف مباحثات السلام ، مضيفا أن فرنسا أعربت أيضا عن رغبتها في عقد مؤتمر دولي حول السلام في الشرق الأوسط. وشدد على أن المفاوضات المباشرة بين الفلسطييين والإسرائيليين تعد السبيل الوحيد لتحقيق السلام ، مشيرا الى أن هناك انتخابات تشريعية في اسرائيل في شهر مارس المقبل وأن باريس سترى انطلاقا من نتائجها، ما يمكنها فعله للمضي قدما نحو تحقيق السلام ، مؤكدا أن بلاده ستعمل مع الفائز في تلك الانتخابات أيا كان ، مع الوضع في الاعتبار أن السلام أفضل ضمان للأمن. ومن جانبه ، علق رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا روجيه كوكيرمان على الجدل الذي اثارته تصريحاته صباح اليوم والتي قال فيها إن أغلب الأعمال العدائية ضد اليهود تأتي من مسلمين. وقال انه لم يكن يقصد كافة مسلمي فرنسا ، وانما كان يقصد أقلية منهم ، معربا عن أسفه لعدم حضور دليل بوبكر رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ، مشددا على الصداقة بينهما ، وأن اليهود والمسلمين في مركب واحد، وهو محاربة التطرّف. كان كوكيرمان قد صرح بأن " كل أعمال العنف (المعادية للسامية) التي نشهدها اليوم يرتكبها شباب مسلمون ، وبالطبع هؤلاء يمثلون أقلية إلا أن المسلمين أولى ضحايا تلك الأفعال".