عاشت العاصمة العراقيةبغداد ليلتها الماضية لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان بدون حظر تجوال ، حيث بدأ تنفيذ قرار القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي رئيس الوزراء بإلغاء العمل به ليلا بشكل كامل ، وبالإضافة إلى جعل مناطق الكاظمية والأعظمية والمنصور والسيدية بالعاصمة مناطق منزوعة السلاح ، وذلك بعد أيام من قرار نزع السلاح من منطقة الكرادة، إثر اشتباكات بين فصائل شيعية في المنطقة. حيا الأعظمية والكاظمية شمال بغداد باتا "منطقتين منزوعتي السلاح" ، وعلى الرغم من أن القرار لم يذكر أي تفاصيل حول أي شوارع سيتم فتحها مستقبلا أو الخطة بالنسبة إلى هذين الحيين المتلاصقين خصوصا وأن الأول سني والثاني شيعي ، إلا إن قرار رفع حظر التجوال في بغداد يعد تغييرا كبيرا في السياسة العراقية المتبعة منذ فترة لتفادى أعمال العنف من خلال الحد من الحركة خلال الليل. انفراجه غير متوقعة بعودة الحياة الليلية للعاصمة العراقيةبغداد حظي بها العراقيون بعد هذه القرارات الذي قوضت الحياة الليلية لسنوات طويلة ، في محاولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها لأقصى درجة و قدر الإمكان لهذا البلد الذي عانى طويلا ، حيث يشكل رفع الحظر إلغاء لإجراء كان يفرض قيودا على حياة الناس العاديين دون أن يساعد في وقف أعمال العنف شبه اليومية التي يعانون منها. من جانبها، أعدت وزارتا الداخلية والدفاع الخطط الكفيلة لإنجاح هذه القرارات وأزيلت الحواجز الأمنية لتسهيل حركة المواطنين ، حيث كانت حواجز الجيش والشرطة في مختلف أنحاء بغداد تتسبب في إحداث ازدحام هائل للسير مما يؤدى إلى التساهل في إجراءات التفتيش مما لا يشكل عائقا أمام تحركات الناشطين . وازدحمت مواقع التواصل الإجتماعى بصور وتغريدات ولقطات حية لجمهور العراقيين يحتفلون في شوارع بغداد ليلا في الأسواق وعلى المقاهي وفى التقاطعات ،أظهرت مدى فرحهم ببدء عودة الحياة لطبيعتها ، حيث تخضع بغداد منذ عام 2004 لحظر التجوال الليلي، بدءا من منتصف الليل وحتى الخامسة فجرا بسبب تصاعد التفجيرات فيها إبان تواجد القوات الأميركية، وما اعقبها من حرب طائفية ، وعلى مر السنوات تغيرت ساعات دخول قرار حظر التجوال حيز التنفيذ ، لكنه تم تطبيقه مؤخرا في تلك الفترة من الليل 0 ويأتي قرار رفع الحظر بينما تخوض القوات العراقية معارك من أجل استعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال وغرب العاصمة في يونيو الماضي ، وفي الشمال، تحقق قوات كردستان العراق تقدما أمام التنظيم الجهادي وتمت ملاحظة أدلة على فظائع ارتكبها التنظيم على الأرجح في المناطق التي تم استعادة السيطرة عليها ، إلا أن تقدم قوات الأمن لم يحل دون قيام ناشطين بشن هجمات في بغداد حتى في الفترة التي كان فيها أعمال العنف في أدنى مستوى لها بين 2011 و2012. خطوة جريئة ومهمة ورسالة طمأنينة للشارع العراقي، فضلا عن أنه تحد للإرهاب ، إذ تؤكد السلطات العراقية أن الوضع الأمني في العاصمة بغداد شهد تحسنا ملحوظا بعد العمليات العسكرية التي قامت بها القوات التابعة لقيادة عمليات منطقة حزام بغداد والتي أسفرت عنها مقتل 238 مسلحا من تنظيم "الدولة الإسلامية" وإصابة 22 آخرين، إضافة إلى اعتقال 3 في إطار عمليات عسكرية تواصلت خلال الفترة من 12 إلى 19 يناير الماضي في مناطق النباعي والكسارات والحلابسة الشمالية شمال العاصمة العراقية، وبمساندة طائرات الجيش العراقي والتحالف الدولي وقوات "الحشد الشعبي". وقامت هذه القوات بتطهير منطقة حزام بغداد، وذلك من خلال إبطال مفعول العبوات الناسفة ونزع المتفجرات من المنازل المفخخة وضبط عدة مخازن للأسلحة والعتاد ، وكانت هناك بعض المخاوف في البداية من تعرض العاصمة نفسها لهجمات من قبل الجهاديين ، إلا أن القوات العراقية استعادت السيطرة على قسم كبير من الأراضي بدعم من الميلشيات الشيعية والقبائل السنية والغارات الجوية الأمريكية.