عقد نفديب سورى، السفير الهندى لدى مصر، مؤتمرا صحفيا غير تقليدى اليوم، الأحد، أكد خلاله الأهمية الكبيرة لإعلان الأممالمتحدة شهر ديسمبر الجارى عن الاحتفال سنويا بيوم "21 يونيو" من كل عام كيوم عالمى لليوجا. وشهد المؤتمر الصحفى عرضا توضيحيا قام به أحد أبرز خبراء اليوجا فى الهند، إضافة إلى عرض فيلم تسجيلى عن تاريخ اليوجا وفوائدها. وقال سفير الهند لدى مصر إن الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت فى جلستها يوم 11 ديسمبر الجارى بأغلبية 177 دولة تبنى مشروع قرار بإعلان يوم 21 يونيو من كل عام كيوم عالمى لليوجا، مؤكدا أن قيام هذا العدد الكبير من الدول بالمشاركة فى هذا القرار يظهر القوة التكاملية لليوجا، خاصة أنه يأتى بعد أيام من قيام رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى الفكرة فى أول خطاب له بالجمعية العامة يوم 27 سبتمبر بطرح الفكرة. وأضاف أن رئيس وزراء الهند يمارس بنفسه اليوجا بحماس ومثابرة وانتظام، كما قامت حكومته باتخاذ خطوة كبيرة على طريق تحقيق الرفاهية واسعة النطاق فى البلاد من خلال إنشاء وزارة متخصصة فى الطب البديل الذى يتضمن اليوجا والايوروفيا فى محاولة لإحياء التقاليد القديمة والمعرفة المكتسبة عبر العصور تشرف على قسم الايوروفيدا واليوجا والعلاج بالأساليب الطبيعية والطب اليونانى والسيطها والهميوباثى. وأوضح أن المركز الثقافى الهندى بالقاهرة "مولانا ازاد" ينظم كل عام دورات لليوجا للطلاب، حيث تشهد إقبالا متزايدا من المصريين، وشارك فى دروس اليوجا هذا للعام 120 طالبا مصريا، مشيرا إلى أنه سيتم فى هذا الإطار تنظيم فعالية خاصة تحت عنوان "تمتع بالصحة فى عطلة نهاية الأسبوع"، فى إطار الدورة المقبلة لمهرجان الهند على ضفاف النيل. وأشار إلى ما يربط الحضارتين المصرية والهندية، موضحا أن "كتب الفلسفة والحكمة الهندية ظهرت فى نفس توقيت قدوم هيرودوت لمصر، فيما ترجع الحضارة الهندوسية إلى نفس فترة بناء هرم خوفو، وعندما نتأمل المعابد المصرية مثل معبد "حتحور" أو "إيزيس"، فإننا كهنود لا نشعر بغرابة لأن هذه المعابد الفرعونية هى نفس المعابد الهندوسية والبوذية، لكن المعابد فى الهند لاتزال تمارس بها الطقوس الدينية حتى الآن". وقال السفير نفديب سورى: "إننا لذلك نرى تقاربا بين العلوم والمعرفة التقليدية لدى الفراعنة والهنود"، مشددا على أن "مصر والهند تعرضتا لحكم استعمارى طويل حاول القضاء على حضارتيهما وكنوز المعرفة التقليدية لدى البلدين ولكنه لم يفلح فى ذلك". وأضاف أن هناك فى الوقت الراهن نحو 20 مليون شخص يمارسون اليوجا فى الولاياتالمتحدة وحدها، بالإضافة إلى عشرات الملايين على مستوى العالم. وقال إن "اليوجا انتشرت على المستوى العالمى وأصبحت تمارس اليوم فى مختلف دول العالم، وربما تكون من أهم العناصر الرمزية المتعلقة بتراث الهند الروحى، فهى بمثابة علم الحياة بشكل صحيح وهى كلمة تعنى "الوحدة"، وتنبئ بأسلوب حياة صحى وتحدث توافقا بين العقل البشرى والروح فى توليفة من التوليفات الصعبة وتمثل منهجا شاملا للصحة والرفاه، ولا يتعلق بالأمر بمجرد ممارسة اليوجا ولكن بوحدة العقل مع النفس الأزلية والعالم والطبيعة". وأكد السفير نفديب سورى أن "الهند اتخذت خطوات مهمة للحفاظ على تراثها المعرفى عن طريق تأسيس المكتبة الرقمية للتراث المعرفى، وهى عبارة عن قاعدة بيانات تضم أكثر من 34 مليون صفحة من المعلومات المخزنة حول المستحضرات الطبية القديمة فى الهند والتراث المعرفى فى مجال الرعاية الصحية، ومن ذلك ما يتعلق باليوجا والايروفيدا". وأشار إلى أن "هذه المعلومات متوفرة بالعديد من اللغات، مما يساعد على كسر الفجوة اللغوية بين التراث المعرفة باللغة الهندية واللغات التى يستخدمها المسئولون عن منح براءات الاختراع فى المنظمة العالمية للملكية الفكرية". وقال إن "اليوجا تنتمى للتراث الثقافى غير المادى للهند، لذلك فهى جديرة باهتمام المجتمع الدولى، وأصبح هناك وعى واعتراف متزايد بقدرة اليوجا على إقامة حوار ثقافى وحضارة بين الشعوب والمجتمعات والثقافات لتحقيق التنمية وإرساء السلام".
