ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين أنه رغم مضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قدما في سياساته إزاء أوكرانيا وضم أراضيها الشمالية، لاتزال واشنطن مقتنعة بأن سياستها تجاه روسيا تجني ثمارها وتقترب من النجاح. وقالت الصحيفة – في مقال رأي بثته على موقعها الألكتروني- إن إقدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية أصبح أمرا واقعا. فهو عزز بذلك قبضته على أراضي إضافية في شرق أوكرانيا، ومن المرجح أنه يستعد للسيطرة على أكثر من ذلك. وأوضحت الصحيفة أن عدوان بوتن على أوكرانيا جنى ثماره. فقد أرجأت كييف معاهدة للتجارة التي كانت تعتزم إبرامها مع الاتحاد الأوروبي نظرا لمعاداة بوتن لها حتى عانى اقتصادها من مشاكل كثيرة. وبدأت دول أخرى التي كانت يوما ما خاضعة لحكم الاتحاد السوفيتي ، من المجر إلى طاجيكستان، في السعي لاسترضاء الديكتاتور الروسي. وأفادت الصحيفة أن عددا من المسئولين الذين يتبنون وجهات نظر خاصة بهذا الشأن ، ومن بينهم قائد القوات الأمريكية بحلف شمال الأطلسي (الناتو) الجنرال فيليب برييدلاف، دقوا ناقوس الخطر حيث قال "إننا نعيش حاليا في موقف يسهل فيه تماما اختراق الحدود الدولية السابقة والحالية بين أوكرانياوروسيا ... حيث تتدفق القوات والأموال والدعم والمعدات والأسلحة ذهابا وإيابا عبر هذه الحدود". وأضاف الجنرال برييدلاف "أن أفعال روسيا تمثل قرارا واضحا من جانب موسكو برفض المبادئ الأساسية التي شكلت الأمن الدولي على مدى السنوات ال 25 الماضية...وهي تصرفات غير مقبولة ببساطة". وقالت واشنطن بوست إن "وجهات نظر المسئولين داخل الإدارة الأمريكية لا تختلف كثيرا عما قاله الجنرال برييدلاف، لكنهم يؤكدون في الوقت ذاته أن سياستهم تجاه روسيا تؤتي بثمارها. وتقول الصحيفة إن تصرفات روسيا كان من الممكن أن تكون أسوأ حيث يفسر مسئولو الإدارة الأمريكية موقفهم هذا بالقول إن "بوتن تفاخر بإمكانيته ضم كييف بسهولة. فهو يبدو أنه يتطلع الى أخذ جنوبأوكرانيا عبر أوديسا وحتى إقليم مولدوفا الذي تسيطر عليه روسيا لكنه حتى الآن لم يمض نحو تحقيق طموحاته هذه. وأكدوا (حسبما نقلت الواشنطن بوست) أن التحالف الغربي متماسك بشكل كبير. ورغم حقيقة أن أهداف بوتن لا تتمثل فقط في الرغبة في تخريب أوكرانيا وحدها ولكن أيضا زرع الانقسام بين الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين، إلا أن التحالف الغربي وقف واتخذ القرار بفرض العقوبات ضد موسكو. ولذلك، يفشل بوتن في تحقيق أحد أهم أهدافه الأساسية.