أكد ميهاو موركوتشينسكي سفير بولندا لدي مصر، أهمية بذل الجهود لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر وبولندا، ووصفه بأنه ليس على المستوى المأمول، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري 350 مليون يورو العام الماضي، وتمثل الصادرات البولندية لمصر 65 في المائة، غير أنه من المتوقع أن تزيد مابين 20 إلى 25 في المائة هذا العام . وأوضح - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن المشكلة تكمن في عدم معرفة إمكانيات السوقين المصري والبولندي التي يمكن أن تسمح بضخ الاستثمارات وزيادة التجارة ، مشيرا إلى أهمية دعم زيارات رجال الأعمال من كلا البلدين للتعرف على إمكانيات السوقين، وقال إن أحد رجال الأعمال المصريين زار مؤخرا وارسو، وعقد صفقات لاستيراد التفاح الذي تعد بولندا من أكبر الدول إنتاجا له في العالم، موضحًا أن وفدا مصريا سوف يشارك في معرض المنتجات الغذائية في بولندا في الفترة المقبلة، كما تعتزم السفارة تنظيم عدة زيارات في الفترة المقبلة من بينها زيارة لوزير الزراعة البولندي على رأس وفد يمثل لرجال الأعمال يعملون قطاع الزراعة لمصر للتعرف على السوق. وأفاد بأن مصر تعد من أهم المقاصد للسائحين البولنديين الذين يصل عددهم ما بين 300 إلي 400 ألف سائح سنويا ، مؤكدا على تحسن الوضع الأمني في المنتجعات المطلة على البحر الأحمر. وأعرب موركوتشينسكي عن إعجابه بمشروع قناة السويس الجديد خلال زيارة قام بها مؤخرا ضمن وفد من السفراء الأوروبيين ، موضحا أن هذا المشروع يعد خطة قوية للبلاد وأنه سوف يزيد من العوائد التي سوف تكون لصالح الاقتصادي المصري .. مشيرا إلى أن الشركات البولندية يمكن أن تفكر في المستقبل في المشاركة في مشروعات تنمية منطقة قناة السويس . وردا على سؤال حول عملية الديمقراطية ، أعرب عن أمله في إجراء الانتخابات البرلمانية في مصر في غضون الثلاثة أشهر المقبلة التي سوف تنهي خارطة الطريق، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يري أهمية هذه الانتخابات في عملية الديمقراطية .. لافتا إلى أن بولندا تحب أن تقدم تجاربها للدول للاستفادة منها، ولكن كل دولة تبحث عن نموذج خاص بها للديمقراطية . وذكر موركوتشينسكي أنه سيتم دعوة مجموعة من المثقفين وممثلي منظمات المجتمع المدني والبرلمان لزيارة وراسو ، فضلا عن دعوتهم للمشاركة في" حوار وراسو من أجل الديمقراطية "، الذي يعد فرصة للنقاش بين ممثلي منظمات المجتمع المدني من دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية مع نظرائهم البولنديين وغيرهم من الخبراء الأوروبيين للتعلم من تجارب الديمقراطية. وقال ميهاو موركوتشينسكي سفير بولندا لدي مصر إن نائبة وزيرة خارجية بولندا شاركت مؤخرا في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي استضافته القاهرة، وأجرت لقاءات مع رئيس الوزراء الفلسطيني ومدير عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مشيرا إلى مساهمة وراسو ب4 ملايين دولار في السنوات الماضية لصالح مشروعات تنموية تتم بالتعاون مع السلطة الفلسطينية . وردا علي سؤال حول تهديد داعش في العراق وسوريا ، أفاد بأن داعش تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين ولحقوق الإنسان ليس فقط للأقليات وإنما للأغلبية السنية من المسلمين ، مشددا علي أهمية مواجهة خطر داعش من خلال دور ريادي للأزهر الشريف الذي سوف يسهم في ترويج الإسلام المعتدل، وأن تلعب جميع الدول الإسلامية دورًا في رفع الوعي لدي الشباب بسماحة الدين الإسلامي واعتداله. وأشار إلى عدم مشاركة بلاده عسكريا في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد للقضاء على داعش في العراق وسوريا لأن بولندا لديها مشاغلها الأمنية في المنطقة، موضحًا أن بلاده تعد واحدة من الدول القليلة التي لا يوجد بها مهاجرون من أصول أخرى، ولذا فهي ليست أرضا خصبة لنشر فكر داعش فيها . وردا علي سؤال حول الوضع في ليبيا ، قال موركوتشينسكي إن هناك فوضي شاملة في ليبيا ، وأنه إذا استمر الوضع فأنه يفتح المجال أمام الجماعات المتطرفة لتشهد البلاد سيناريو مشابه لداعش في العراق وسوريا ، مشددا علي أهمية دور المجتمع الدولي لمنع تدهور الأوضاع في ليبيا .. مشيرا إلي الزيارة التي قامت بها وزيرة الدفاع الايطالية مؤخرا للقاهرة لبحث مشكلة ليبيا وداعش . وحول التأثر من أزمة أوكرانيا ، لفت السفير إلي تأثر بولندا بشكل كبير من التبادل التجاري مع روسيا ، معربا عن اعتقاده بأنه إذا استمرت أزمة التجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبي العام المقبل،فإن موسكو سوف تعاني من خسائر كبيرة ، وأعرب عن اعتقاده بأنه لا بد من حل الأزمة الأوكرانية من خلال الحوار والعودة إلي مائدة المفاوضات وليس الحلول العسكرية ، ولكننا لا نتقبل في الوقت نفسه الخطوات التي اتخذتها روسيا من جانب واحد بضم القرم ولا بالانتخابات التي أجريت مؤخرا في شرق أوكرانيا والتي تعد مخالفة للقانون الدولي. وعن موقف بولندا من اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية ، أوضح موركوتشينسكي أن السويد دولة ذات سيادة مستقلة يحق لها اتخاذ قرار الاعتراف بدولة فلسطين في ضوء أسبابها وتاريخها الداعم لفلسطين ، موضحا أن بلاده اعترفت بالدولة الفلسطينية عام 1988 وأنه يوجد سفارة فلسطينية في وراسو بينما هناك مكتب تمثيل بولندي في رام الله .