شهد محيط قاعدة ألماظة الجوية بمصر الجديدة، بعد أن اكتست المنطقة بملامح الحزن والأسى منذ الصباح، لحظات صراخ وعويل، وانهمرت الدموع، مع انتهاء مراسم الجنازة العسكرية لشهداء العملية الإرهابية الغادرة بالشيخ زويد، والتى راح فيها ثلاثون شهيدا تفرقت دماؤهم من محافظات مختلفة، وتجمعت أجسادهم جميعا بمطار ألماظة يرفرف عليها العلم المصري. وكانت سيناء ودعت أمس، الجمعة، شهداء الواجب الوطني، الذين راحوا ضحية حادث تفجير "كرم القواديس" بالشيخ زويد، واستقبلت القاهرة جثامينهم الطاهرة اليوم لتشييعها إلى مثواها الأخير، ليزيد شبح الإرهاب من جراح الوطن. وظهرت ملامح الحزن والعزاء على محيط مطار ألماظة، منذ الصباح، بمجرد بدء وصول أهالي شهداء الواجب الوطني، وأقاربهم وأصدقائهم بصورة كثيفة إلى داخل أرض المطار، وتبع ذلك وصول المسئولين للمشاركة فى الجنازة، حيث وصل قبيل صلاة الظهر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بصحبة جميع الوزراء إلي المطار، وفي الوقت ذاته الذي وصل فيه وزير الدفاع الفريق صدقي صبحي والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. وبالتزامن مع وصول الأهالى والمسئولين، بدأت قوات الأمن في تمشيط محيط المطار ومنطقة مصر الجديدة، بمساعدة قوات الانتشار السريع، استعدادا لبدء مراسم صلاة الجنازة، وتشيع الجثاميين إلى المحافظات. ومع ارتفاع أذان صلاة الظهر، واقتراب موعد صلاة الجنازة، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قاعدة ألماظة، ليتقدم مراسم تشييع الجنازة والصلاة. ولم تمر سوى دقائق قليلةة، وبدأت سيارات الشرطة العسكرية في إطلاق صافراتها، ووحدات الانتشار السريع في التحرك لفتح الطرق أمام الثلاثين روحا الطاهرة للتحرك إلى مثواها الأخير. وبدأت الجثامين تغادر قاعدة ألماظة واحدا تلو الآخر، مع استمرار حالات الإغماءات والصراخ والعويل بمحيط المطار، وفي الوقت ذاته ظهرت حالات الذهول والحزن الشديد على قيادات وأفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية، إثر الحادث الأليم، ومن بينهم ظهر مجندو الأمن المركزي بقطاع المرور وهم يبكون بحرقة على فراق زملائهم في تأدية الواجب الوطني. كما شهد محيط مطار ألماظة توافد العشرات من أنصار القوات المسلحة، الذين هتفوا للجيش والشرطة، ورفعوا أعلام مصر، وصورا لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.