عامل فى مصنع طوب، أنجبت زوجته ولداً يحمل اسمه منذ شهر واحد، اعتاد التحامل على نفسه والعودة إلى مسكنه فى بيت العيلة، بحثاُ عن الراحة والسكينة، إلا أن خلافات والدته التى شارفت على الستين من عمرها، وزوجته الصبية البالغة من العمر 19 عاماً، قلبت حياته جحيماً، حتى عاد إلى منزله فى أحد الأيام ووجد أمه قتيلة معبأة فى شوال، وزوجته هى القاتلة، وثار وهاج لمقتل أمه وتعدى على زوجته بالضرب لولا أن صراخ ابنه حال دون أن يسقط قتيل آخر فى المنزل، ورضخ إلى ادعاء فكرة قتل غرباء لأمه حتى لا يفقد زوجته وأم أبنه علاوة على نعيمه بجزء من الميراث مع باقى أشقائه. تفاصيل الجريمة التى باشر التحقيق فيها كريم زكريا وكيل نيابة الصف، جاءت أكثر بشاعة وإجراماً من الزوجة والابن الذى سحل جثة أمه على سلالم المنزل بطوابقه الثلاثة قبل أن يلقيها فى الشارع، بدلاً من إكرامها بالدفن والبكاء على جسدها وروحها التى أذهقتها زوجته، التى خرجت فى الصباح تصرخ على القتيلة وتزعم أن مجهولين خطفوها وقتلوها وألقوا بجثتها فى الشارع بجوار مسكنها، وذلك قبل أن ينجح رجال المباحث فى كشف كذبها والايقاع بها معترفة بالجريمة، باستمرار المناقشة والمواجهة وتوالى الأكاذيب التى ليس لها أقدام كما يقولون. فالبداية كانت منذ اكتشاف الدماء، وزعمت الزوجة أن الدماء آثار ذبح بطة للغذاء، ولكنها لم تكن لتحتمل عقبات جريمتها وحدها، فحكت لزوجها الذى استشاط غضباً وهم لضربها لولا صراخ ابنه الرضيع، وأكدت له الزوجة أنها انفعلت ولم تقصد قتل الأم وأن النتيجة لا مهرب منها وأنها بين الأم زينة عبد الحكيم 57 سنة، وزوجة ابنها الشابة هدى.19 سنة؛ حيث تمرست الأم دور "الحماة" وتأنيب زوجة ابنها وتوبيخها باستمرار، ووصفها بالكسولة والمهملة وغير النظيفة، والإكثار عليها فى الطلبات والأعمال المكلفة بها، بما جعل الخلاف بين الاثنتين متجدداً دون انقطاع، حتى جاء المولود الأول لزوجة الابن وزادت الفوضى التى تعيش فيها بسبب مسئولية واحتياجات الطفل ذو العام الواحد علاوة على أعباء المنزل، وفى إحدى المواجهات الكلامية بين الزوجة والحماة، أمسكت الأولى فأساً وانهالت به على رأس المرأة العجوز وأردتها قتيلة، وسحبت جثتها من وسط الشقة فى محاولة لإخفائها. وعاد ابن القتيلة ،الزوجة سوف تتحمل نتيجتها، ولكن الزوج قرر التستر على الجريمة وادعاء خروج الأم من المنزل والعثور على جثتها بجوار الباب فى الصباح. وبالفعل اشترك الزوجان فى وضع الجثة داخل جوال، وسحلها على سلالم المنزل حتى سطح الطابق الثالث، ومع بذوغ الفجر ألقى الابن الجثمان فى الشارع، وبعد عدة ساعات خرجت الزوجة تصرخ وتنتحب على القتيلة، وادعت وزوجها أن القتيلة خرجت من المنزل ولم تعد واكتشفا جثتها فى الصباح، حيث جاءت الشرطة، وكشفت التحريات خلاف الزوجة وحماتها الدائم وبالتدقيق حول موعد خروج القتيلة المزعوم من المنزل وتوقيت العثور على الجثة انهارت المتهمة واعترفت بجريمتها وزوجها. وأمرت النيابة بحبس العامل وزوجته، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار للزوجة، وتهمة الاشتراك فى الجريمة وإخفاء جثة بالنسبة للزوجة.