أعلنت الحكومة البريطانية عن تعيين مدير جديد لجهاز المخابرات السرية الخارجية البريطانى "MI6" هو "اليكس يونجر" وذلك خلفا لمدير الجهاز سير "جون ساورس" الذى أعلن فى وقت سابق من العام الجارى اعتزامه ترك منصبه فى أول نوفمبر القادم. وجاء فى بيان مقتضب صادر عن وزارة الخارجية وشئون الكومنويلث البريطانية أن المدير الجديد لجهاز "MI6" البالغ من العمر 51 عاما سبق له العمل كمدير للعمليات الدولية فى الجهاز الذى يعد واحدا من أقوى أجهزة المخابرات العالمية، وكان بذلك يقع فى الترتيب الثانى على سلم قيادة الجهاز الذى بدأ اليكس يونجر حياته الوظيفية فيه فى العام 1991 وكان ضمن العاملين فى مكتب شئون اسكتلندا انذاك. وجاء تعيين مدير "MI6" الجديد فى وقت يشهد فيه العالم توترات بالغة الحدة يعتبرها المراقبون هى الأشد منذ حقبة الحرب الباردة وتتسم الأزمة العالمية الراهنة بالمزاوجة بين العمل العسكرى والأمنى والاقتصادى على صعيد أنشطة الاستخبارات فى ظل موجة غير مسبوقة من التهديدات الإرهابية لا سيما فى منطقة الشرق الأوسط وظهور تهديدات داعش وجبهة النصرة والقاعدة والجماعات التكفيرية الإرهابية المتحالفة معهم. كما عمل رئيس "MI6" الجديد والذى يحمل درجة عملية فى الاقتصاد فى مناطق عمليات الجهاز فى الشرق الأوسط وأوروبا وأفغانستان وكان ممثلا للجهاز ككبير لضباطه بدءا من العام 2001 فى أعمال التنسيق والتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفى العام نفسه تولى السيد يونج رئاسة فرع مكافحة الإرهاب فى "MI6" وساهم فى خطة التأمين الخاصة بأوليمبياد 2012 التى استضافتها العاصمة البريطانية لندن. ويرى المراقبون أن التوجهات البريطانية الساعية إلى التمدد العسكرى فى العراق وسوريا لمكافحة الإرهاب ستكون على رأس أولويات عمل مدير "MI6" الجديد وذلك إلى جانب ملف شرق أوروبا الذى تفاقمت خطورته بعد الأزمة الأوكرانية الروسية بما بات يهدد بمواجهات بين شرق وغرب أوروبا فى مواجهة يتوقع لها المراقبون أن تشبه مواجهات الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقى والغربى فى اوروبا إبان الحقبة السوفيتية. كان المدير السابق للاستخبارات البريطانية الخارجية "MI6" سير جون ساورس قد تولى رئاسة الجهاز فى العام 2010 وهو فى الأساس رجل دبلوماسى وليس من العاملين الأصلاء فى الجهاز وبرغم ذلك عمل على تعزيز مكانة الجهاز فى العالم وعزز من قدراته وعملياته الخارجية وذلك فى أعقاب انتقادات واسعة وجهت لأداء المخابرات البريطانية وما اتسم به من ضعف تجلى فى العام 2003 فى عملية الإطاحة بصدام حسين واحتلال العراق. تجدر الإشارة إلى أن المخابرات البريطانية الخارجية " MI6" كانت قد تأسست فى العام 1909 وتعد بذلك أقدم جهاز للمخابرات فى العصر الحديث ويعمل بها 3000 فرد ويقع مقرها فى فوكس هوول فى وسط العاصمة البريطانية لندن وكان عمل هذا الجهاز يتسم بالسرية المطلقة إذ لم تكن الحكومة البريطانية تعلن عن وجوده حتى العام 1994 عندما قدمت حكومة حزب المحافظين التى تولى رئاستها جون ميجور قانونا لتنظيم عمل أجهزة الاستخبارات البريطانية الذى يضم كذلك جهازا بمسمى "MI6" يختص بالعمل السرى وجمع المعلومات والأمن الداخلى فى بريطانيا.