إختتم عبد الله الثني رئيس الحكومة الليبية والوفد المرافق له أمس ، زيارة ناجحة إلى القاهرة استغرقت ثلاثة أيام ، إستقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي. وتناولت مباحثات الثني والوفد المرافق له بالقاهرة ، سبل دعم علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات ، وتبادل الخبرات بين البلدين خاصة في مجالي مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة ، وكذلك ما تشهده المنطقة من تحديات وتطورات وانعكاساتها على الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط ، وسبل دعم وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. والتقى رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني بالرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذى أكد مساندة القاهرة دولة وشعباً ، لخيارات الشعب الليبي ، وأشار إلى أهمية العمل على دعم مؤسسات الدولة الليبية لتحقيق استقرار البلاد ، وذلك جنبا إلى جنب مع بذل كافة الجهود الممكنة لدعم القيادة الشرعية للدولة ، فضلاً عن أهمية جمع السلاح ، وتأسيس جيش وطني قوي بعيدًا عن القبلية أو الطائفية. من جانبه ، لفت رئيس الوزراء الليبي إلى حرص بلاده على أن تكون أول زيارة خارجية للحكومة الليبية الجديدة إلى مصر ، مستعرضا تطورات الوضع الليبي ، لاسيما فيما يتعلق بتأمين مصادر النفط الليبي ، وكذا استمرار تدخل بعض الأطراف الخارجية في الشأن الداخلي الليبي. وقد تطرق الثني إلى العلاقات الثنائية بين البلدين ، منوهًا بضرورة تعزيزها في كافة المجالات ، خاصة على الصعيدين الأمني والاقتصادي؛ كما طلب رئيس الوزراء الليبي مساعدة مصر في مجال الصحة لتقديم العلاج للجرحى والمصابين ؛ وكذا معادلة شهادات الطلاب الليبيين الدارسين في مصر بالإضافة إلى تيسير إجراءات دخولهم وإقامتهم في مصر. كما التقى الثني بالمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والذي أكد دعم مصر حكومة وشعبا لإرادة الشعب الليبي واحترام خياراته ، وأن مصر تقف ضد التدخل في شؤون الشعب الليبي، وتعبر عن تأكيدها على وحدة الشعب الليبي، مؤكدا وحدة المصير المصري الليبي. وأضاف فى مؤتمر صحفى مع نظيره الليبى "أننا نوضح أننا مع الشعب الليبي ونوفر له كل احتياجاته، وننسق مع المسؤولين في جميع المجالات بما فيها ضبط الأمن وتبادل المعلومات لمواجهة الإرهاب ، ونؤكد على ضبط الحدود ، وجرت اجتماعات في هذا الأمر، وسيتم إعادة تشغيل المرافق المتوقفة في ليبيا ". وأكد محلب أن ملف العمالة المصرية في ليبيا تم التطرق له باستفاضه ، وأنه سيتم الاستعانة بهم لإعادة إعمار المناطق التي تضررت في ليبيا ، وشدد على مصر لا نتعامل إلا مع إرادة الشعب الليبي، المتمثلة في البرلمان. وعن منطقة التجارة الحرة المشتركة، قال إنه سيتم تشغيلها خلال المرحلة المقبلة. من جانبه ، قال عبدالله الثني رئيس الوزراء الليبي ، إن هذه الزيارة الأولى للوزارة الشرعية لتنسيق التعاون ، خاصة في أمن الحدود وتدريب الجيش الليبي وتدريب الشرطة في كافة المجالات ، مشيرا إلى أن الإرهاب منتشر في ليبيا ، قائلا "جئنا لنطلب المساعدة من مصر والوقوف معنا"، موضحا أن أمن ليبيا ومصر متبادل ، وأن هناك تعاونا في كافة المجالات وستعقد اجتماعات لوضع خطط عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ، وأضاف أن "الفصائل الليبية التي ترضى بإرادة الشعب يمكن التفاوض معها، أما من تريد اغتصاب إرادة الشعب لا يمكن الحوار معها. وفي إطار التعاون العسكري بين البلدين ، التقى الثني مع القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي ، الفريق أول صدقي صبحي ، وتناول اللقاء تبادل الرؤى تجاه ما تشهده المنطقة من تحديات وتطورات وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ، وكذلك سبل دعم وتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة للبلدين في مختلف المجالات، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة. وأكد الفريق أول صدقي صبحي على العلاقات الراسخة التي تجمع الشعبين المصري والليبي ، اللذين يرتبطان بوحدة الأرض والمصير، مؤكدا حرص القوات المسلحة المصرية على دعم الجيش الليبي الشقيق. من جانبه، أكد الثني على المواقف المصرية الداعمة للحكومة الليبية في ظل ما يواجهها من تحديات كبيرة لاستعادة وحدة الصف وتحقيق الأمن والاستقرار لأبناء الشعب الليبي. وبدوره ، أكد سامح شكرى وزير الخارجية خلال لقائه بنظيره الليبي محمد الدايري ، دعم مصر الكامل لتطلعات وإرادة الشعب الليبي ولمؤسساته الشرعية المنتخبة وعلى رأسها مجلس النواب والحكومة الليبية التي أقرها المجلس. وأكد الوزيران الأهمية البالغة لزيارة رئيس الوزراء الليبي لمصر والبناء عليها لمزيد من تعميق وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف مجالات التعاون . وأشاد وزير الخارجية الليبي باللقاء المهم الذي تم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وما استمع إليه الوفد الليبي من آراء مهمة والتزام مصري باستمرار دعم الحكومة الليبية.