مرة أخرى تثبت جماعة أنصار الله الحوثيين أنها أصبحت القوى السياسية الأولى في اليمن وتفرض شروطها على عملية اختيار رئيس الوزراء الجديد في البلاد وتجبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على التراجع عن تعيين مدير مكتبه الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء حتى وإن ظهر هذا التراجع في شكل اعتذار من الرجل عن عدم قبوله الترشيح. ولم يكتف أنصار الله باعتذار بن مبارك عن التكليف وإنما فرضوا شروطا جديدة وتجاوزوا في حق الرئيس اليمني بعد وصف زعيمهم عبد الملك الحوثي له بأنه دمية في أيدي السفارات الأجنبية في صنعاء يفعل ما يأمرونه به في خطابه مساء أمس وها هم يقررون القيام باعتصامات في ميدان التحرير لحين الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة .. مؤكدين أن الحشود هى الضمان من مراوغة هادي بعد أن كان اتفاق السلام الشراكة الوطنية يتحدث عن وقف جميع أعمال العنف في العاصمة صنعاء وتعهد الأطراف بإزالة جميع عناصر التوتر السياسي وتفرض الدولة سيطرتها على البلاد. وقد جاء رفض أنصار الله لتعيين بن مبارك متزامنا مع رفض حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ليؤكد مرة أخرى التحالف والتنسيق بينهما والذي يحاول صالح ومناصروه في الحزب نفي هذا في مناسبات عديدة. وكانت جماعة أنصار الله قد أجبرت الدولة اليمنية بحشودها على أطراف العاصمة صنعاء وبداخلها بعد ذلك على إلغاء تخفيض أسعار المشتقات البترولية بواقع ألف ريال يمني على مرحلتين بعد الزيادة التي فرضتها الحكومة بواقع 1500 ريال منذ أكثر من شهرين واستقالت الحكومة منذ أكثر من أسبوعين ولم تتفق القوى السياسية حتى الآن على تكليف رئيس للوزراء بتشكيل حكومة جديدة ورفض الطرفين الفاعلين في الحياة السياسية تكليف بن مبارك. ولا يعرف أحد إلى أين ستسير العملية السياسية في البلاد في ظل هذه التطورات المتسارعة وإصرار القوتين الكبيرتين على الساحة أنصار الله والمؤتمر على فرض رئيس وزراء يرضيان به .. وكانت اللجنة المكلفة بمعالجة تداعيات تكليف بن مبارك قد أعلنت أن الرئيس اليمني سيدعو بصورة عاجلة مستشاريه للبحث مجددا عن شخصية وطنية تكون محلا للاتفاق طبقا للمعايير التي حددها اتفاق السلم والشراكة الوطنية ويأمل الجميع أن تنتهي هذه القضية حتى يمكن استكمال المرحلة الانتقالية.