عرضت مكتبة أبجدية الليلة الماضية فيلم "ذا أرتيست (الفنان)" ، وهو على غرار الافلام الصامتة القديمة بالأبيض والاسود - حول نجم أفلام صامتة تخبو نجوميته مع ظهور الأفلام الناطقة ويجد الخلاص في علاقة رومانسية ، وعقب الفيلم عقدت ندوة شارك فيها الناقدين عصام زكريا ، ومحمود الغيطانى. حصل الفيلم على أربع جوائز إلى جانب الجائزة الكبرى جائزة أحسن فيلم ، وهي جائزة أحسن إخراج التي حصل عليها المخرج الفرنسي ميشيل هازانافيشوس ، وهذه أول مرة يفوز فيها بالأوسكار وأول مرة يرشح فيها للجائزة ، وجائزة أحسن ممثل التي نالها الممثل الفرنسي جان دوجاردان (39 عاما) ، وهو أول ممثل فرنسي يفوز بجائزة الأكاديمية الامريكية للعلوم والفنون السينمائية لاحسن ممثل ، كما حصل فيلم "الفنان" على جائزة الموسيقى التصويرية والملابس. وأيضا أكتسح الفيلم جوائز "سبيريت" للأفلام المستقلة ، وجمع العمل جوائز أفضل فيلم ، أفضل مخرج لميشيل هازانيفيسيوس ، أفضل ممثل لجون دوجاردان ، وأفضل تصوير سينمائي جولام شيفمان. يتساءل المرء وهو يتابع المشاهد المتعاقبة من الفيلم الطريف الذي يعتبر مغامرة فنية كبرى، عن ماهية الفن، عن جوهر الإبداع السينمائي تحديدا، ما الذي يشدنا في السينما، في الأفلام التي تثري خيالنا ووجداننا؟وتتداعى الأفكار في ذهن المرء وهو يشاهد ويتأمل ويتعجب من قدرة الفنان السينمائي على الابتكار في الخيال، والإحاطة بكل التفاصيل الصغيرة والدقيقة في رسمه للشخصيات، في تجسيده للديكورات، في محاكاته للأساليب، بل وفي قدرته أيضا على المحاكاة الساخرة. وتدور أحداث الفيلم في عام 1927 ، أمامنا ممثل ونجم من كبار نجوم الفيلم الأمريكي الصامت يدعى جورج فالنتين ، ينتقل من فيلم إلى فيلم ، ويفرض شروطه والمنتجون في ذلك العهد يستجيبون له ، فهو "معبود الجماهير".. وفى عام 1929،حينما بدأت هوليوود تتجه الى الفيلم الناطق .. الأمر الذي قاومه بل ورفضه فالنتين رفضا تاما ، لأنه لا يعتبره فنا (كان هذا موقف شارلي شابلن لسنوات طويلة بعد دخول الصوت إلى السينما، فقد ظل يخرج الأفلام الصامتة حتى عام 1940 في فيلم "الديكتاتور العظيم"). ومن خلال هذه الفكرة يطرح الفيلم فكرة الفن الرفيع في مقابل الفن التجاري،والتساؤل حول: هل يجب أن يستجيب الفنان لمتطلبات العصر والصناعة، أم من الأفضل أن يتمسك بمبادئه الفنية، وهل يتعين عليه في هذه الحالة أن يدفع الثمن؟