قال القائد السابق للقوات المسلحة البريطانية الجنرال السير ديفيد ريتشاردز إن بريطانيا وأمريكا شجعتا الثوار في سوريا على مواصلة قتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي منعوا عنهم وسائل تحقيق النصر، وأن ذلك الفشل في السياسة خلق الظروف لصعود تنظيم "داعش" الدموي. وأوضح ريتشاردز في تصريحات أوردتها صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أن بريطانيا والولايات المتحدة لم تظهرا استراتيجيتهما الواضحة، لمواجهة المتطرفين الذين قاموا بعمليات توسع للدولة الاسلامية -على حد وصفهم - عبر مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية ونفذوا أعمالاً همجية مثل قتل المصور الصحفي جيمس فولي. وقال الجنرال، في سوريا "ما فعلناه كان كافيا للسماح للجماعات المعارضة لاكتساب قوتهم، ولكنه لم يكن كافيا للسماح لهم بالفوز"، وأضاف أن السياسة التي تتبعها واشنطنولندن وحلفاؤهم الشرق أوسطيون كانت ل"إبقاء الحرب على قيد الحياة، دون السماح بتركهم يظفرون بها، وللأسف، نمت داعش والآن تجتاح العراق". ولفتت الصحيفة إلى ما أوردته في ديسمبر من عام 2012 بشكل حصري حول وضع خطط طوارئ لمساعدة المعارضة السورية عندما استضاف الجنرال ريتشاردز اجتماع سري في لندن حضره قادة عسكريون من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة، وجنرال أمريكي وكانت الاستراتيجية قيد المناقشة تتمثل في تدريب مقاتلين الجماعات المعارضة المعتدلة ودعمهم بالقوة الجوية والبحرية خلال العمليات. ونوهت الصحيفة في ختام تقريرها إلى أن الخطة نوقشت في وقت لاحق على أعلى المستويات في واشنطن، ولكنها لم تحدد في إطار التنفيذ، وفي الوقت نفسه، اكتسبت الجماعات المتطرفة مثل داعش وجبة النصرة، القوة والنفوذ سريعا، من خلال طرد الكتائب المعتدلة وفرض الحكم الأصولي.