أكد ناصر القدوة مبعوث الجامعة العربية الخاص إلى ليبيا اليوم الثلاثاء أن الوضع الليبى فى تدهور مستمر وهناك مخاطر حقيقية بالنسبة لليبيا نفسها وبالنسبة لدول الجوار والمحيط بشكل عام. ووصف القدوة فى تصريحات للصحفيين عقب لقائه مع وزير الخارجية سامح شكرى،اللقاء بانه " تشاوري" ويأتى فى اطار التشاور الدائم مع مصر بشان الوضع فى ليبيا وهو موضوع فى غاية الاهمية بطبيعة الحال بالنسة لمصر وجامعة الدول العربية بشكل عام خاصة فى ضوء التطورات المقلقة الاخيرة فى طرابلس وقبل ذلك فى بنغازى. واضاف المسئول العربى انه تم التباحث فى بعض الامور ومنها كيفية المضى قدما إلى الامام حيث ان هناك العديد من الاجتماعات الهامة التى ستعقد خلال الايام المقبلة ومنها اجتماع لدول الجوار حول ليبيا فى الخامس والعشرين الجارى بالقاهرة بالاضافة إلى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الدورى فى السابع من سبتمبر القادم. وأشار إلى وجود مبادرة من جانب اسبانيا لعقد اجتماع فى هذا الشان فى شهر سبتمبر أيضا.. لافتا إلى أن كل هذه الاجتماعات تحتم تنسيق المواقف بشكل أفضل مع مصر والتوصل إلى تصور جدى لما يجب عمله عربيا واقليميا ودوليا فيما يتعلق بالشأن الليبى لانه من غير الممكن على الاطلاق ان يستمر الوضع الليبى على ما هو عليه. وأضاف القدوة إن الوضع الليبى فى تدهور مستمر وهناك مخاطر حقيقية بالنسبة لليبيا نفسها وبالنسبة لدول الجوار والمحيط بشكل عام. وردا على سؤال بشأن طلب البرلمان الليبى التدخل الدولى لحل الاأمة الليبية. .اعتبر ان تعبير " التدخل" هو غير مستحب قائلا" لست متاكدا من التعبيرات التى استخدمت فى قرار مجلس النواب" ولكن موضوع تقديم الدعم وأيضا على المستوى الدولى يمكن أن يكون مفيد ولكن يجب أن ياتى على أرضية توافق وطنى ليبى عام وان يأتى ضمن فهم واضح لا أحد يتحدث عن غزو أو عن قوة خارجية تفرض اى شىء على الشعب الليبى " وهذا امر مرفوض ويجب الا يكون " ولكن اذا توفق الليبيون والاطراف الليبية كافة على تصورات معينة ورأوا ان وجود دولى ما يمكن ان يساعد فى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فهذا امر يكون مختلف ولعل البرلمان الليبى قصد شيئا من هذا النوع. واستطرد قائلا: إنه فى كل الاحوال فان المطلوب حتما ليس تدخلا عسكريا بالمعنى المعروف. وحول ما اذا كان ما يجرى فى ليبيا صراعا على السلطة او بين القبائل.. قال القدوة إن كل أشكال الصراع فى الحقيقة تجرى فى ليبيا التى تشهد حالة من الفوضى والصراع.. موضحا ان الوضع فى السابق لم يكن صلبا أو جيدا بسبب ميراث أكثر من 40 عاما من نظام القذافى وما نتج عن ذلك من غياب المؤسسات بما فى ذلك الجيش والشرطة مما أدى أيضا إلى تناقضات اجتماعية ومشاكل حقيقية بين القبائل وبين مكونات المجتمع الليبى.. مشيرا إلى وجود أرث سيىء وصعب جدا التغلب عليه. وأشار إلى أنه جرت بعض الأخطاء حيث كان من المفترض وجود المزيد من الدعم العربى لليبيا منذ البداية وهناك تطورات كثيرة ذات طابع سلبى .. نافيا فى الوقت ذاته وجود أى تقصير عربى قائلا أن الحانب العربي قدم منذ البداية الدعم والاسناد ولعب دورا هاما فى هذا المجال وبعد ذلك المجتمع الدولى عموما بما فى ذلك الجانب العربى ربما لم يندفع باتجاه تقديم المزيد من الدعم لليبيا لكن هذا فى حقيقة الامر تلاقى مع رغبة الليبيين انفسهم فى تولى زمام الأمور بأنفسهم بعيدا عن المساعدة الخارجية. وأضاف أن الوضع الان يحتاج إلى بعض المراجعة لكن دون المساس بالمسائل الاساسية وفى مقدمتها ضرورة ان يكون هناك تزافقات وطنية ليبية وان يكون اجماعا عليها. وردا على سؤال عن الاتهامات الموجهة للجامعة العربية وتحميلها مسئولية غزو ليبيا.. قال القدوة " هذا كلا فارغ" حيث كان هناك ثورة فى ليبيا ورفض الشعب الليبى بمقتضاها الوضع واصر على اسقاط القذافى وهذا هو اصل الامر ولا يمكن تناسى مثل هذا الموضوع، بعد ذلك قدمت يد الدعم والمساندة للشعب الليبى من خلال ضربات موجهة لاهداف عسكرية بناء على موقف من جامعة الدول العربية وهذا لا يغير فى جوهر الموضوع. واضاف ان الكلام الان عن توجيه اتهامات للجامعة العربية هو امر غير مفيد والمطلوب هو التزصل إلى تصور عملى وجدى للخروج من المازق القائم حاليا والتمكن من بناء ليبيا الجديدة والسؤال يبقى ماذا يمكن للدول العربية لتقديمه لدعم ليبيا.؟.