قال باحثون أمنيون في شركة كاسبرسكي لاب انهم كشفوا عملية تجسس الكتروني نجحت في اختراق وكالتي مخابرات ومئات من الأهداف الحكومية والعسكرية في أوروبا والشرق الأوسط منذ بداية العام. وقالت كاسبرسكي إن المتسللين كانوا مدعومين على الأرجح من دولة واستخدموا تقنيات وأدوات مماثلة لتلك التي استخدمت في عمليتي تجسس إلكتروني بارزتين أخريين ربطتهما مصادر مخابرات غربية بالحكومة الروسية. ورفضت كاسبرسكي وهي شركة مقرها موسكو متخصصة في انتاج البرمجيات الأمنية وتبيع أيضا تقارير معلومات عن الانترنت- أن تفصح عما إذا كانت تعتقد أن روسيا وراء عملية التجسس. وقالت إنه جرى خلال العملية التي تعرف باسم "إبيك تورلا" سرقة كميات هائلة من البيانات تشمل وثائق لمعالجة النصوص وجداول بيانات ورسائل بريد إلكتروني. وأضافت أن برنامج التجسس يبحث عن عبارات وكلمات مثل "ناتو" أي حلف شمال الاطلسي و"حوار الاتحاد الأوروبي عن الطاقة" و"بودابست". وقال كوستن رايو رئيس فريق بحوث التهديدات في كاسبرسكي لاب لرويترز قبل نشر تقرير عن "إبيك تورلا" اليوم الخميس خلال مؤتمر عن التسلل الإلكتروني في لاس فيجاس "رأيناهم يسرقون كل وثيقة تمكنوا من الوصول إليها." وقالت كاسبرسكي إن العملية التي لا تزال مستمرة هي أول حملة تجسس إلكتروني يتم اكتشافها إلى الآن تنجح في اختراق وكالات مخابرات. ورفضت الشركة تحديد اسماء تلك الوكالات لكنها قالت إن إحدى الوكالات في الشرق الأوسط والأخرى في الاتحاد الأوروبي. وأفادت كاسبرسكي أن من بين الضحايا الآخرين للتجسس وزارات خارجية وسفارات ووزارات داخلية ومكاتب تجارية ومقاولين عسكريين وشركات أدوية. وأضافت أن أكبر عدد من الضحايا موجود في فرنسا والولايات المتحدةوروسيا وروسيا البيضاء وألمانيا ورومانيا وبولندا. وقالت كاسبرسكي إن المتسللين استخدموا مجموعة من أدوات البرمجيات تعرف باسم "كربون" أو "كوبرا" وقد استخدمت في هجومين كبيرين على الأقل. الأول كان هجوما على القيادة المركزية للجيش الأمريكي اكتشف في عام 2008. والثاني كان هجوما ضد أوكرانيا ودول أخرى كشف في وقت سابق هذا العام باستخدام برنامج للتجسس عرف باسم "الثعبان". وقالت مصادر مخابرات غربية لرويترز في مارس الماضي إنهم يعتقدون أن الحكومة الروسية تقف وراء هذين الهجومين. ورفض مكتب الأمن الاتحادي الروسي التعليق في ذلك الوقت. وقالت شركة سيمانتيك وهي أكبر شركة أمريكية لتطوير البرمجيات الأمنية إنها تعتزم أيضا إصدار تقرير عن عملية "إبيك تورلا" والحملات المرتبطة بها اليوم الخميس بعد بحث استمر لشهور. ورفضت الشركة الكشف عما إذا كان المتسللون مرتبطين بروسيا ولن تذكر أسماء محددة للضحايا. ويحجم كثير من الباحثين في أمن الانترنت عن التعليق بشأن من يعتقدون أنه يقف وراء الهجمات قائلين إنهم يفتقرون للمعلومات اللازمة للتوصل لاستنتاج كهذا. ويشير تقرير كاسبرسكي إلى أن المتسللين تحدثوا الروسية وإن كان ذلك قد يعني أنهم ينتمون الى عدد من الدول.