قال الدكتور على جمعه، مفتى الجمهورية الاسبق، "إن الإصرار على اتباع التفكير المعوج والتدخل في التخصصات المختلفة بصورة تجمع بين الجهل من جهة وبين الكبر من جهة أخرى، يجب أن يتم التصدي لها بصورة منتظمة ابتداء من مناهج التعليم وانتهاء بالإعلام حتى نتمكن من تغيير حالنا". اضاف، فى تصريح له، "أنتشر في الفترة الأخيرة من يروج لمفهوم أعوج وملخصه أن المسلمين لا يتمّون صيامهم بشكل صحيح ، حيث أنهم يفطرون عند آذان المغرب، وادعى صاحب هذا التفكير أن الأصل أن يصومو إلى ظلام الليل أي بعد 45 دقيقة من آذان المغرب". وتابع "ورد إلى صفحة الفيس بوك الخاصة بي الكثير من الأسئلة التي تطرح هذا التساؤل ، وكثير ممن طرح التساؤل تشكك بل بعضهم قد وصل لدرجة الاقتناع بتلك الفكرة العوجاء". وأجاب فضيلته قائلاً "يدخل الليل الذي يفطر معه الصائم بغروب الشمس بكامل قرصها في جهة الغروب وهنا يبدأ الليل، قال تعالى: "وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ" [يس :37]، فعندما تغيب الشمس يبدأ الليل ثم تتم عملية انسلاخ النهار من هذا الليل الموجود حتى تصل إلى درجة الظلمة، فبداية الليل شئ وإظلام الليل شئ آخر، وأمرنا الله تعالى أن نصوم إلى بداية الليل أي إلى غروب الشمس ثم نفطر، قال تعالى : "ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ" [البقرة :187] ، والسنة المشرفة تبين ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم" ، فنص على غروب الشمس وأنه علامة أسماها الأصليون بالسبب، أي يستفاد من وجوده وجود الإفطار ومن عدمه عدم الإفطار، أما ما تسامعنا به من خلط بعض غير المتخصصين في الشريعة فهو خلط يشبه الهذيان أو هو هذيان فعلاً".