-القوات التركية طردت ربع سكان شمال قبرص من القبارصة اليونانيين - آلاف الأتراك تدفقوا إلى المنطقة ودمروا تاريخ الجزيرة في الوقت الذي تطرح فيه تركيا نفسها على أنها العدو الأول للاحتلال والمحتلين؛ ويصور رجب طيب أردوغان رئيس وزرائها نفسه بوصفه المناصر للفلسطينيين في مواجهة عدوان المحتل الإسرائيلي، فإن يوليو الجاري يوافق الذكرى ال40 للغزو والاحتلال التركي لشمال قبرص. ففي 20 يوليو 1974 بدأ الغزو التركي لجمهورية قبرص وهو ما أدى إلى تقسيمها إلى شطرين ، قبرص اليونانية- وهي الشطر الجنوبي- والذي انضم للاتحاد الأوروبي، بينما الشطر الثاني فسيطرت عليه تركيا. وتشير الوثائق التاريخية إلى أن القوات التركية سيطرت على 3% في 1974 قبل إعلان وقف إطلاق النار، ولكن بمجرد انهيار المجلس العسكري القبرصي واستبداله بحكومة ديمقراطية سيطر الأتراك على 40 % من الأراضي القبرصية. ولم يكتف الأتراك بالسيطرة على الأرض، ولكنهم طردوا ربع السكان القبارصة اليونانيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم والذين كانوا يمثلون 80% من سكان القطاع الشمالي. وفي 1975، تدفق أكثر من 60 ألفا من القبارصة الأتراك إلى الشطر الشمالي . وبانتهاء الغزو التركي ، كان قد تم تقسيم قبرص إلى شطرين وفقا للخط الأخضر الذي حددته الأممالمتحدة. وفي عام 1983، تم إعلان جمهورية شمال قبرص التركية المستقلة من طرف واحد، ألا وهو الجانب التركي في حين أن المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لازالت تعتبر شمال قبرص جزء من الجزيرة القبرصية تحتلها تركيا بشكل غير قانوني. ويؤكد المؤرخون أن تدفق الأتراك إلى الشطر الشمالي تسبب في تدمير "العشرات من المعالم الأثرية والكنائس والأديرة أو تحويلها إلى مساجد، هذه المعالم التي تشهد على الحضارة اليونانية الإغريقية والرومانية القديمة، وعلى من اعتنق رسالة المسيح، فهناك تأسست الكنائس الأولى بعد فلسطين لتكون جسراَ مع الغرب". وحقيقة أخرى خطيرة جدا يشير إليها المؤرخ البريطاني والدبلوماسي وليام مالينسون ذو الاطلاع الواسع بالملف القبرصي، هي أن كل ذلك حدث بموافقة ضمنية من وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر والحكومة البريطانية. ويتمثل ذلك بتصريح كيسنجر، عندما ادعى أنه مع الغزو التركي في عام 1974 وتقسيم الجزيرة، تم حل القضية القبرصية.